وضع النص في إطاره الثقافي والأدبي يعني ربطه بالمعطيات الثقافية والأدبية التي ساهمت في تكوينه، وتحديد مكانه في السياق الثقافي والأدبي العام. ويتطلب ذلك من القارئ أو الناقد أن يكون على دراية بالمعطيات الثقافية والأدبية التي تشكل الخلفية التاريخية والاجتماعية والفكرية للنص، وأن يكون قادرًا على تحليل النص وإدراك العلاقات بينه وبين هذه المعطيات.
ويمكن وضع النص في إطاره الثقافي والأدبي من خلال الخطوات التالية:
- تحديد نوع النص: هل هو شعر أم نثر؟ هل هو قصيدة أم قصة أم رواية أم مقالة أم بحث أم غيره؟
- تحديد المعطيات الثقافية والأدبية التي ساهمت في تكوين النص: مثل البيئة التي كتب فيها النص، والاتجاهات الأدبية السائدة في ذلك الوقت، والأفكار الفلسفية أو الدينية التي كانت مؤثرة في المجتمع.
- تحليل النص وإدراك العلاقات بينه وبين هذه المعطيات: مثل كيفية تأثر النص بالبيئة المحيطة به، أو كيفية مساهمته في تطوير الاتجاهات الأدبية السائدة، أو كيفية التعبير عن الأفكار الفلسفية أو الدينية التي كانت مؤثرة في المجتمع.
وفيما يلي بعض الأمثلة على كيفية وضع النص في إطاره الثقافي والأدبي:
- مثال على وضع نص شعري في إطاره الثقافي والأدبي: يمكن وضع قصيدة "الربيع" للشاعر العربي أبو نؤاس في إطار الحركة الأدبية الإحيائية في العصر العباسي، حيث تمثل هذه القصيدة نموذجًا للشعر الإحيائي الذي يتميز بالاهتمام بالطبيعة والوصف الحسي.
- مثال على وضع نص نثري في إطاره الثقافي والأدبي: يمكن وضع قصة "الحب في المنفى" للكاتب المصري نجيب محفوظ في إطار الواقعية الاجتماعية، حيث تمثل هذه القصة نموذجًا للأدب الواقعي الذي يتناول قضايا المجتمع ومشاكله.
وبشكل عام، فإن وضع النص في إطاره الثقافي والأدبي يساعد على فهم النص بشكل أعمق، وإدراك دلالاته وأثره في المجتمع.