اللجوء إلى التحكيم هو لحظة أساسية وحاسمة في تاريخ الحضارة الإنسانية، وذلك لأنه يمثل تحولًا مهمًا في طريقة حل النزاعات بين الأفراد أو الجماعات. قبل ظهور التحكيم، كانت النزاعات تحل عادةً عن طريق العنف أو القوة، مما كان يؤدي إلى وقوع ضحايا وتدمير للممتلكات. أما التحكيم، فهو يمثل طريقة سلمية لحل النزاعات، حيث يتم اللجوء إلى طرف ثالث محايد لإصدار حكم عادل في النزاع.
يمكن أن نرى أهمية التحكيم في تاريخ الحضارة الإنسانية من خلال عدد من الأمثلة التاريخية. ففي الحضارة المصرية القديمة، كانت هناك قوانين تنظم التحكيم، وكان هناك قضاة متخصصون في هذا المجال. وفي الحضارة اليونانية القديمة، كان التحكيم أحد الطرق الرئيسية لحل النزاعات. وفي الحضارة الرومانية القديمة، كان التحكيم أيضًا من الطرق المهمة لحل النزاعات.
وفيما يلي بعض من أهم الأسباب التي تجعل اللجوء إلى التحكيم لحظة أساسية وحاسمة في تاريخ الحضارة الإنسانية:
- يساهم في تحقيق السلام: التحكيم يساهم في تحقيق السلام بين الأطراف المتنازعة، وذلك لأنه يوفر لهم طريقة سلمية لحل النزاع. ويؤدي ذلك إلى تجنب العنف والصراع، مما يوفر بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا للجميع.
- يحمي حقوق الإنسان: التحكيم يحمي حقوق الإنسان، وذلك لأنه يضمن أن يتم حل النزاعات وفقًا للقانون والعدالة. ويؤدي ذلك إلى حماية حقوق الأفراد والجماعات، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر عدلًا ورخاءً.
- يعزز التنمية الاقتصادية: التحكيم يعزز التنمية الاقتصادية، وذلك لأنه يوفر بيئة استثمارية أكثر جاذبية. ويؤدي ذلك إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، مما يساهم في نمو الاقتصاد الوطني.
وبناءً على ما سبق، يمكن القول أن اللجوء إلى التحكيم هو لحظة أساسية وحاسمة في تاريخ الحضارة الإنسانية، وذلك لأنه يساهم في تحقيق السلام وحماية حقوق الإنسان وتعزيز التنمية الاقتصادية.