موضوع اقصوصة حكاية الباب
في ليلة مظلمة وباردة، كان يجلس في زنزانته الضيقة، يحدق في الباب الخشبي الذي يفصله عن العالم الخارجي. كان قد مر عشر سنوات منذ أن دخل هذا السجن بتهمة قتل زوجته، ولم يرَ أحداً منذ ذلك الحين. كان يعرف أنه بريء، وأن القاتل هو السلطان الظالم الذي كان يرغب في زوجته، ولكن لم يستطع أن يثبت براءته أمام المحكمة المسيسة. كان يحلم بالحرية، وبالانتقام من السلطان والبواب الذي كان يعذبه بشكل مستمر. كان يفكر في خطة للهروب، ولكن لم يجد سبيلاً.
في إحدى الليالي، سمع صوتاً خافتاً يناديه من خلف الباب. اقترب منه، وسأل: "من أنت؟" فأجاب الصوت: "أنا صديقك، جئت لأنقذك من هذا المصير". فسأله: "كيف عرفت عني؟ وكيف تستطيع أن تخرجني من هنا؟" فقال الصوت: "لا تسأل كثيراً، فالوقت ضيق. اعرف عنك كل شيء، وأعرف أنك بريء. لدي مفتاح الباب، وسأفتحه لك إذا وعدتني بشيئين". فقال: "ما هما؟" فقال الصوت: "الأول، أن تسامح السلطان والبواب على ما فعلاه بك، وألا تحاول الانتقام منهما. والثاني، أن تروي لي حكاية عن هذا الباب، وعن ما شهدته من خلفه". فقال: "ولماذا تريد حكاية عن هذا الباب؟" فقال الصوت: "لأنني أحب الحكايات، وأرغب في سماع واحدة جديدة. هذا هو شرطي، فإن رضيت به فافتح لك الباب، وإلا فارجع إلى نومك".
فظن أنه يحلم، أو أنه مجنون، لكنه شعر بأمل غامر في قلبه. قال: "حسناً، أوافق على شروطك. سامحت السلطان والبواب على ما فعلاه بي.