صورة المعشوقة في غزل عمر بن أبي ربيعة
يعد عمر بن أبي ربيعة من أشهر شعراء الغزل في العصر الجاهلي، وقد تميز شعره بوصف جمال المرأة وفتنتها. وقد ظهرت صورة المعشوقة في شعره في عدة صور، منها:
- الصورة الحسية: حيث يصف الشاعر جمال المعشوقة في مظاهرها الجسدية، مثل شعرها، وعينيها، ووجهها، وشفتيها، وجسدها. ومن الأمثلة على ذلك قوله:
أَنَا المُحِبُّ وَإِنْ كُنْتُ مُقَتَّرًا بِالْمَدْحِ إِنَّ المَدْحَ فِي مَنْ أُحِبُّهُ مَا كَانَ بَيْنَيْهِ وَبَيْنِي نَهَرٌ **يَمْنَعُنِي مِنْهُ أَوْ يَمْنَعُهُ مِنِّي
لَوْ أَنَّ لِيَ مَنْ أُحِبُّهُ بَنَاتٍ **كَأَنَّهُنَّ مِنْ لُؤْلُؤٍ مُنْطَقِرِ
- الصورة العاطفية: حيث يعبر الشاعر عن مشاعره الجياشة تجاه المعشوقة، مثل شوقه لها، وحبه لها، وعذابه من فراقها. ومن الأمثلة على ذلك قوله:
أَلَمْ تَرَيْ إِلَى رَبَابٍ وَإِلَى **مَا فِي مُحَيَّاهَا مِنْ تَعَجُّبِ
تَقُولُ لِلْحَاجِبِ مُرْهِلَ السَّقْفِ **لَقَدْ أَجْرَيْتَ عَلَى مُحَيَّاهَا سُقْفًا
- الصورة الاجتماعية: حيث يصور الشاعر مكانة المرأة في المجتمع، وقدرتها على التأثير في الرجال. ومن الأمثلة على ذلك قوله:
أَخَافُ أَنْ تَلْقَى مَنْ يَكْرَهُكِ **فَيَرُدَّكِ إِلَيَّ وَأَنَا كَرِيهُ
وَلَوْلَا أَنَّكِ أَنْتِ مَنْ تَرْضَى **بِمَا أَعْطِيكِ مِنْ نَفْسِي وَمَالِي
- الصورة الرمزية: حيث يرمز الشاعر إلى المعشوقة بأشياء أخرى، مثل القمر، والشمس، والنجوم، والورد. ومن الأمثلة على ذلك قوله:
قَدْ شَبَّهْتُ لَكُمْ قَدْرَ لَيْلَى **قَدْرَ لَيْلَى بِالْقَمَرِ فَلَمْ تَصِبُوا
لَيْلَى لَيْسَتْ بِقَمَرٍ وَلَكِنْ **لَيْلَى بَدْرٌ فِي الْجَوِّ مُنْطَقِرِ
تتميز صورة المعشوقة في غزل عمر بن أبي ربيعة بجمالها وفتنتها، كما أنها تعبر عن مشاعر الشاعر الجياشة تجاهها. وقد ساهمت هذه الصورة في إحداث نقلة نوعية في شعر الغزل العربي، حيث جعلته أكثر تعبيرًا عن العاطفة الإنسانية.