الغزل الحضري هو أحد أنواع الغزل في الشعر العربي، وهو يختلف عن الغزل البدوي في أن الغزل الحضري ينشأ في المدن، ويعكس الحياة الاجتماعية والثقافية للمدن، أما الغزل البدوي فينشأ في البادية، ويعكس الحياة الاجتماعية والثقافية للبدو.
ويتميز الغزل الحضري بتركيزه على الجانب الحسي من الحب، حيث يتغنى الشاعر بالمفاتن الجسدية لمحبوبته، مثل جمالها، وفتنتها، ورقة أنوثتها. كما يتميز الغزل الحضري بكثرة استخدام الألفاظ الصريحة في وصف المحبوبة، وذلك على عكس الغزل البدوي الذي يميل إلى استخدام الألفاظ المجملة في وصف المحبوبة.
ويعود ظهور الغزل الحضري إلى عدة عوامل، منها:
- ازدهار المدن في العصر الإسلامي، وظهور طبقة جديدة من الشعراء في المدن، وهم الذين كانوا أكثر اهتماماً بالجانب الحسي من الحب.
- انتشار الغناء والرقص في المدن، مما ساهم في تنمية الجانب الحسي في حياة الناس.
- انتشار المجون والفسوق في بعض المدن، مما ساهم في انتشار الغزل الحضري الصريح.
ومن أشهر شعراء الغزل الحضري:
- عمر بن أبي ربيعة
- جميل بن معمر
- عبيد بن الأبرص
- الفرزدق
- جرير
وفيما يلي مثال على الغزل الحضري:
قال عمر بن أبي ربيعة:
ليت شعري إذا عدت زينب ماذا تقول إليّ وماذا تقول لعلها تقول: مرحباً وأهلاً ولعلها تقول: ما ضرّك فيّ
وفي هذه القصيدة، يتغنى الشاعر بمحبوبته زينب، ويصف جمالها وفتنتها، ويسأل نفسه ماذا ستقوله له إذا ما عاد إليها.
وهكذا، فإن الغزل الحضري هو أحد أنواع الغزل في الشعر العربي، وهو يتميز بتركيزه على الجانب الحسي من الحب، وكثرة استخدام الألفاظ الصريحة في وصف المحبوبة.