صورة المعشوق في الغزل الحضري
تختلف صورة المعشوق في الغزل الحضري عن صورة المعشوق في الغزل العذري، حيث أنها تتسم بالآتي:
- الجمال الجسدي: حيث يكثر وصف المعشوق في الغزل الحضري بصفات الجمال الجسدي، مثل: العيون، والشعر، والوجه، والجسد.
- الفتنة: حيث يُصور المعشوق في الغزل الحضري بصورة فتنة تغري العاشق وتدفعه إلى الوقوع في الحب.
- الدلال: حيث يُصور المعشوق في الغزل الحضري بصورة مدللة تتمتع بالدلال والكبرياء.
ومن الأمثلة على ذلك ما قاله الشاعر عمر بن أبي ربيعة:
لَوْ كَانَ لِيَ مَا فِي الدُّنْيَا مُلْكُهَا مِنْ زُخْرَفٍ وَمِنْ مَالٍ وَمِنْ جَاهِ لَأَبْتَاعُ بِهِ مِنْكِ أَنْظُرَ إِلَيْكَ **سَاعَةً وَأَنْ أَمُوتُ بَعْدَهَا
وقوله أيضاً:
قَدْ أَبْصَرْتُ مَنْ تَحْتَ الثِّيَابِ مِنْهَا جَمَالًا مَا تَرَى لَهُ مِثْلَاً أَبَدًا وَلَوْ كَانَتْ بِمَنْزِلَةِ السَّمَاءِ **لَتَنَازَلَتْ عَنْهَا بِالْمَحَبَّةِ
صورة العاشق في الغزل الحضري
تختلف صورة العاشق في الغزل الحضري عن صورة العاشق في الغزل العذري، حيث أنها تتسم بالآتي:
- الضعف: حيث يُصور العاشق في الغزل الحضري بصورة ضعيف عاجز أمام فتنة المعشوق.
- الانكسار: حيث يُصور العاشق في الغزل الحضري بصورة منكسرة تعاني من ألم الحب.
- الحزن: حيث يُصور العاشق في الغزل الحضري بصورة حزينة تغرق في أحزان الحب.
ومن الأمثلة على ذلك ما قاله الشاعر عمر بن أبي ربيعة:
أَسْقِنِي كَأْسَاً مَعَنَاقِيدُهَا مِنْ سُكْرِ الْحُبِّ الْمُتَنَوِّعِ فَقَدْ أَصْبَحْتُ مِنْ هَوَاكِ **مُحْتَرِقًا كَالْحَصَى فِي التِّرَبِ
وقوله أيضاً:
أَرَى مَنْ يَهْوَى قَدْ فَازَ بِحَبِيبَتِهِ وَأَنَا أَهْوَى فَلَمْ أَفُزْ بِمُحْبُوبَتِي فَكَيْفَ يَكُونُ الْفَرَجُ وَأَنَا **مُتَيَّمٌ بِمَنْ لَا يَهْوَانِي
التوضيح
تعكس صورة المعشوق العاشق في الغزل الحضري الواقع الاجتماعي والثقافي في العصر الأموي، حيث برز في هذا العصر ازدهار الحياة الحضرية وظهور الطبقة الوسطى المرفهة، التي تمتعت بقدر من الحرية في العلاقات الاجتماعية. وقد انعكس ذلك على شعر الغزل الحضري، الذي عكس رغبات هذه الطبقة في الحب والمتع الجسدية.
كما تعكس هذه الصورة التحول في مفهوم الحب في العصر الأموي، حيث أصبح الحب تعبيراً عن الرغبة الجسدية والعاطفية،