الجواب:
المؤمنون أمرون أنفسهم وغيرهم، فأمروا أنفسهم بالمعروف والنهي عن المنكر، وأمروهم بالحق وعدل، وأمروهم بالخير وكف عن الشر.
أما "اعرب غيرهم" فمعناه أوضح لهم المنكر ووجهوه إلى الحق، ووضحوا لهم الواجب والحرام، وحثوهم على فعل الخير وترك الشر.
التوضيح:
المؤمنون هم الذين آمنوا بالله واليوم الآخر، وعملوا الصالحات، فهم أحرص الناس على الخير، وأشد الناس حرصاً على هداية الناس إلى الحق.
ولذلك أمرهم الله تعالى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (سورة آل عمران، آية 104).
وهذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون للمؤمنين أنفسهم أولاً، ثم يكون لغيرهم من الناس.
أما "اعرب غيرهم" فمعناه أوضح لهم المنكر ووجهوه إلى الحق، ووضحوا لهم الواجب والحرام، وحثوهم على فعل الخير وترك الشر.
وهذا يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وبما يناسب حال المخاطب.
وخير مثال على ذلك، ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، فقد كان يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويوضح لهم الحق وعدل، ويحرضهم على فعل الخير وترك الشر.
ولذلك كان أصحابه رضي الله عنهم خير الناس، وأحرصهم على الخير، وأشدهم حرصاً على هداية الناس إلى الحق.