دلالة قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53]، أن الله تعالى لا يغير نعمه التي أنعم بها على قوم ما، إلا إذا غيروا ما في أنفسهم من الإيمان والطاعة، إلى الكفر والمعصية.
والدليل على ذلك من القرآن الكريم:
-
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 54].
-
قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].
-
قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66].
وهذا المعنى ثابت في السنة النبوية الشريفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» رواه الترمذي وابن ماجه.
وهذا المعنى يتضمن عدة فوائد منها:
- أن الله تعالى عادل في حكمه، لا يظلم أحدًا.
- أن الله تعالى لا يغير نعمه على عباده إلا إذا استحقوا ذلك بأعمالهم.
- أن العبد هو المسؤول عن تغيير حاله وحال مجتمعه، بالتزامه بالطاعة واجتنابه للمعصية.
وخلاصة القول أن الله تعالى لا يغير نعمه التي أنعم بها على قوم ما، إلا إذا غيروا ما في أنفسهم من الإيمان والطاعة، إلى الكفر والمعصية.