الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة، لأنها تعتمد على تعريف الشجاعة، وما هي المعايير التي نستخدمها لقياس الشجاعة. إذا كنا نقصد بالشجاعة القدرة على مواجهة المخاطر والتهديدات، فإن الإجابة هي نعم، المواطن المصري بطبعه شجاع. فتاريخ مصر مليء بالمواقف التي أظهر فيها المصريون شجاعتهم، مثل مقاومة الاحتلال الأجنبي، والوقوف في وجه الظلم، والدفاع عن الوطن.
ففي العصر الحديث، واجه المصريون الاحتلال البريطاني والفرنسي، وشاركوا في حروب التحرير العربية، ودافعوا عن مصر في حرب أكتوبر 1973. كما واجهوا الفساد والظلم في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وشاركوا في ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت به.
ولكن إذا كنا نقصد بالشجاعة القدرة على مواجهة المواقف الصعبة والعقبات، فإن الإجابة ستكون أكثر تعقيدًا. فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على شجاعة الفرد، مثل الظروف التي يعيش فيها، والقيم التي تربى عليها، والتجارب التي مر بها.
ففي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المصريون، وانتشار الفساد والظلم، قد يفقد البعض من شجاعتهم، ويفضلون العيش في سلام وأمان، حتى لو كان ذلك على حساب حقوقهم وحرياتهم.
ولكن في الوقت نفسه، هناك الكثير من المصريين الذين يواصلون النضال من أجل حقوقهم، ويرفضون الاستسلام للظلم. فهناك العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان، والناشطين السياسيين، والصحفيين، الذين يتعرضون للمضايقات والتهديدات بسبب عملهم، ولكنهم يواصلون مسيرتهم في الدفاع عن العدالة والحرية.
وأخيرًا، يمكن القول أن الشجاعة هي صفة متغيرة، تختلف من شخص لآخر، ومن موقف لآخر. ولكن في المجمل، فإن المواطن المصري لديه صفات شجاعة، تجعله قادرًا على مواجهة التحديات والمخاطر.