في الحديث الشريف "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، استخدم النبي صلى الله عليه وسلم اسم المفعول "مغبون" في محل نصب صفة لـ"نعمتين". وذلك لأن اسم المفعول يعبر عن المفعول الذي وقع عليه الفعل، وفي هذه الحالة فإن الفعل هو "الغبن"، أي الخسارة أو الحرمان، وقد وقع هذا الفعل على نعمتي الصحة والفراغ، فهما نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.
ومعنى ذلك أن كثيرًا من الناس لا يقدرون قيمة نعمتي الصحة والفراغ، ولا يحسنون استغلالهما، بل يضيعانهما في أمور تافهة أو غير نافعة.
وهناك سبب آخر لاستخدام اسم المفعول في هذا الحديث، وهو أنه يفيد التوكيد، أي أن نعمتي الصحة والفراغ مغبون فيهما كثير من الناس بشكل واضح وظاهر.
وفيما يلي توضيح لمعنى اسم المفعول وطريقة استخدامه:
اسم المفعول هو اسم مشتق من الفعل المبني للمجهول، ويعبر عن المفعول الذي وقع عليه الفعل. واسم المفعول له أحكامه الخاصة، منها أنه يرفع بالضمة إذا كان مفردًا، وبالألف إذا كان مثنى أو جمعًا سالمًا، وبالياء إذا كان جمع تكسير.
وفي الحديث الشريف "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، فإن اسم المفعول "مغبون" هو اسم مفرد، لذا فإنه يرفع بالضمة.
وهناك بعض الأسماء التي تشبه اسم المفعول في أنها مشتقة من الفعل المبني للمجهول، ولكنها لا تعبر عن المفعول الذي وقع عليه الفعل، بل تعبر عن شيء آخر. ومن هذه الأسماء:
- اسم الزمان: وهو اسم مشتق من الفعل المبني للمجهول، ويعبر عن زمن وقوع الفعل.
- اسم المكان: وهو اسم مشتق من الفعل المبني للمجهول، ويعبر عن مكان وقوع الفعل.
- اسم الآلة: وهو اسم مشتق من الفعل المبني للمجهول، ويعبر عن آلة وقوع الفعل.
ومثال ذلك:
- اسم الزمان: "منطلق" من الفعل "انطلق".
- اسم المكان: "منزل" من الفعل "نزل".
- اسم الآلة: "مفتاح" من الفعل "فتح".