حكاية الغابة والذئب الخدّاع
في قلب غابة كثيفة الأشجار، عاش ذئب ماكر يُدعى "فَرَس". اشتهر فَرَس بذكائه الحاد وخدعه الماكرة، وكان يمكر بالحيوانات الأخرى ليصطادها.
ذات يوم، بينما كان فَرَس يتجول في الغابة، سمع صوت ضحك وعراك من بعيد. اقترب بخطوات خفيفة ليجد مجموعة من الأرانب تلعب وتلهو. تملّكه الجوع، وبدأ يفكر في طريقة للقبض على أحدها.
فجأة، تظاهر فَرَس بالموت، مستلقياً على الأرض بلا حراك. اقتربت الأرانب بحذر، ظنّاً منها أنه قد مات. وفجأة، قفز فَرَس من مكانه وبدأ يطارد الأرانب بسرعة البرق.
نجحت بعض الأرانب في الهرب، لكن أرنبًا صغيرًا وقع في فخ فَرَس. شعر الأرنب بالخوف الشديد، وبدأ يبكي ويتوسل إلى فَرَس أن يتركه.
فكر فَرَس للحظة، ثم ابتسم ابتسامة ماكرة. قال للأرنب: "سأتركك تذهب، لكن بشرط أن تأتي لي كل يوم ببعض الطعام من أصدقائك الأرانب."
وافق الأرنب الصغير خوفًا على حياته، وبدأ يزور فَرَس كل يوم حاملاً معه بعض الطعام. ومع مرور الوقت، أصبح فَرَس سمينًا وقويًا، بينما أصبح الأرنب ضعيفًا ونحيفًا.
ذات يوم، بينما كان الأرنب يحمل الطعام إلى فَرَس، قابله ثعلبٌ حكيم. لاحظ الثعلب ضعف الأرنب، فسأله عن سبب نحافته. شرح الأرنب للثعلب ما حدث بينه وبين فَرَس.
غضب الثعلب من مكر فَرَس، وقرر مساعدة الأرنب. ذهب الثعلب إلى فَرَس، وقال له: "لقد سمعت عن ذكائك وحيلك الماكرة، وأريد أن أختبرك."
وافق فَرَس بتكبر، وبدأ الثعلب يطرح عليه أسئلة صعبة. في البداية، تمكن فَرَس من الإجابة على بعض الأسئلة، لكن سرعان ما تعرّض للارتباك، ولم يتمكن من الإجابة على المزيد.
ضحك الثعلب وقال لفَرَس: "لقد أثبتّ أنك لست ذكيًا كما تظنّ. لقد خدعك الأرنب الصغير، وجعلك تأكل طعامًا لا تستحقه."
شعر فَرَس بالخجل والندم، وقرر أن يترك الأرنب وشأنه. وعاد الأرنب إلى أصدقائه، وعاشوا جميعًا في سعادة وسلام.
العبرة من القصة:
الذكاء الحقيقي ليس في الخداع والمكر، بل في استخدام العقل لمساعدة الآخرين.
لا تُخدع بالمظاهر، فقد تكون الأمور مختلفة عما تبدو عليه.
التعاون والتكاتف هما مفتاح النصر على الظلم.
