لا، التوسط في الإنفاق ليس من صفات المؤمنين الفقراء فقط، بل هو صفةٌ تُحمد في جميع المؤمنين، غنيهم وفقيرهم.
فالتوسط في الإنفاق، أو ما يُعرف بالاعتدال، هو نهجٌ إسلاميٌّ مُهمٌّ يدعو إليه الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
أدلة من القرآن الكريم:
سورة الفرقان: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا" (الفرقان: 67).
سورة البقرة: "وَلَا تُمْسِكُوا أَيْدِيَكُمْ فَتَكُونُوا مُقَيَّدِينَ وَلاَ تَبْسُطُوهَا كَلِّ بَسْطٍ فَتَكُونُوا مُفْلِسِينَ" (البقرة: 267).
أدلة من السنة النبوية الشريفة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخير في السّطّ." (رواه الترمذي).
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُفرّط، فإنّ التّفريط من الشّيطان." (رواه الترمذي).
مُبررات التوسط في الإنفاق:
الشكر لله تعالى على نعمه: فحينما ينفق المسلم من ماله دون إسرافٍ أو تبذيرٍ، فإنه يُظهر شكره لله تعالى على ما أنعم به عليه من مالٍ ورزقٍ.
القدرة على تلبية احتياجات النفس والعائلة: فالتوسط في الإنفاق يُمكّن المسلم من تلبية احتياجاته الأساسية واحتياجات عائلته دون أن يُثقل نفسه بالديون أو يُضطر إلى التكفف من الناس.
المساهمة في مساعدة المحتاجين: فحينما يُنفق المسلم باعتدال، فإنه يُصبح لديه فائضٌ من المال يستطيع من خلاله مساعدة المحتاجين والفقراء.
الابتعاد عن صفات الشيطان: فالإسراف والبخل صفتان من صفات الشيطان، بينما الاعتدال صفةٌ من صفات المؤمنين.
لذلك، فإن التوسط في الإنفاق هو صفةٌ مُهمةٌ يجب أن يتحلى بها جميع المؤمنين، غنيهم وفقيرهم، لما له من فوائدٍ عظيمةٍ على الفرد والمجتمع.