يجوز الاستثناء من المستثنى في اللغة العربية، ولكن بشروط:
1. وضوح المعنى:
يجب أن يكون المعنى واضحًا لا لبس فيه عند الاستثناء من المستثنى. ففي المثال الذي ذكرته "جاء القوم إلا الشيخ إلا سيبويه"،
فالمعنى واضح وهو أن سيبويه جاء مع القوم، ولم يأتِ الشيخ الآخر.
2. قرينة دالة:
يجب أن تكون هناك قرينة دالة تفيد قصد الاستثناء من المستثنى.
ففي المثال السابق، القرينة هي "الشيخ الآخر" التي توضح أن المراد هو استثناء شيخ محدد من بين شيوخ آخرين.
3. عدم التناقض:
لا يجوز أن يؤدي الاستثناء من المستثنى إلى تناقض في المعنى.
فمثلاً، لا يصحّ القول "جاء الجميع إلا بعضهم إلا زيد"،
لأنّ "بعضهم" يشمل زيدًا،
فاستثناؤه من "بعضهم" يُعدّ تناقضًا.
4. قلة الاستعمال:
يُعدّ الاستثناء من المستثنى قليل الاستعمال في اللغة العربية،
وذلك لِما قد يُسبّبه من غموض في المعنى.
ولذلك، يُفضل استخدام أساليب أخرى للتعبير عن نفس المعنى،
مثل استخدام جملتين مستقلتين أو استخدام أدوات استثنائية أخرى.
أمثلة على الاستثناء من المستثنى:
"أكرم القوم إلا الفقراء إلا زيدًا":
هنا، زيد مستثنى من الفقراء،
والفقراء مستثنون من القوم.
والمعنى: أكرم جميع القوم ما عدا الفقراء،
إلا زيدًا، فإنه مشمول بالإكرام.
"لم يحضر أحد إلا العلماء إلا بعضهم":
هنا، بعض العلماء مستثنون من العلماء،
والعلماء مستثنون من "أحد".
والمعنى: لم يحضر أي شخص
إلا العلماء،
ولكن بعض العلماء لم يحضروا.
ملاحظة:
يشترط في جميع الأمثلة أن تكون هناك قرينة دالة تفيد قصد الاستثناء من المستثنى،
وأن لا يؤدي ذلك إلى تناقض في المعنى.