0 تصويتات
في تصنيف أسئلة تعليمية بواسطة
سؤال الذوق الادبي يتكون من اديب بالدراسة الواية لعلوم الادب و القراءه النافذة لكل فن مهذب؟

1 إجابة وحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
هل يتكون الذوق الأدبي من الدراسة الواسعة لعلوم الأدب والقراءة النافذة لكل فن مهذب؟
إنّ العلاقة بين الدراسة والقراءة وبين تكوين الذوق الأدبي معقدة وذات أبعاد متعددة. فمن ناحية، لا شكّ أنّ الدراسة الأكاديمية لعلوم الأدب تُثري المعرفة وتُنمّي الفهم النقدي للنصوص الأدبية. فمن خلال تعلّم التاريخ الأدبي، ونظريات الأدب، وتحليل النصوص، يكتسب الفرد أدواتٍ لفهم بنية النصوص الأدبية، وجمالياتها، ودلالاتها العميقة.
وتُساهم القراءة النافذة لكل فن مهذب في توسيع آفاق الفرد وتنويع تجاربه الجمالية. فمن خلال قراءة رواياتٍ من مختلف العصور والثقافات، وشعرٍ بمختلف أنواعه، ومسرحياتٍ متنوعة، يصبح الفرد أكثر قدرةً على تذوق جماليات اللغة، وفهم مشاعر الشخصيات، وتقدير القيمة الفنية للنصوص.
ولكن، من ناحية أخرى، لا تُعدّ الدراسة والقراءة شرطًا كافيًا لتكوين ذوقٍ أدبيٍ راقٍ. فالشخص قد يُتقن علوم الأدب، ويقرأ بكثرة، دون أن يكون ذوقه الأدبي متميزًا.
فما الذي يميز الذوق الأدبي الرفيع؟
أولاً، إنّه ذوقٌ سلبيٌ ونشطٌ في آنٍ واحد.
فصاحبه لا يكتفي بتلقي النصوص الأدبية بشكلٍ سلبي، بل يُشارك بفعالية في عملية القراءة. فهو يُفكر في النصّ، ويُحلله، ويُفسر دلالاته، ويُقيّم جماليّاته.
ثانيًا، إنّه ذوقٌ مُتّسقٌ مع المبادئ والقيم الإنسانية.
فصاحبه لا يُعجب بأيّ نصٍّ أدبيٍّ فقط، بل يُميّز بين النصوص الجيدة والرديئة. فهو ينجذب إلى النصوص التي تُعالج قضايا إنسانية هامّة، وتُثير مشاعره، وتُحفّزه على التفكير.
ثالثًا، إنّه ذوقٌ شخصيٌّ وذاتيٌّ.
فصاحبه لا يتبع آراء الآخرين بشكلٍ أعمى، بل يُكوّن آراءه الخاصة حول النصوص الأدبية. فهو يُقدّر تجاربه الشخصية، ويُثق بحدسه في تقييم النصوص.
رابعًا، إنّه ذوقٌ مُتطورٌ ومُتغيّرٌ.
فصاحبه لا يتوقف عن التعلم والقراءة. فهو يُواكب الإنتاجات الأدبية الحديثة، ويُطلع على النظريات النقدية الجديدة، ويُعيد النظر في آرائه القديمة.
خامسًا، إنّه ذوقٌ مُتواضعٌ.
فصاحبه لا يُعتقد أنّه يمتلك ذوقًا أدبيًا مُطلقًا. فهو يُدرك أنّ هناك وجهات نظرٍ أخرى، ويُحترم آراء الآخرين، ويُرحّب بالحوار والنقاش.
لذلك، يمكن القول أنّ الذوق الأدبي الرفيع هو نتاجٌ لتفاعلٍ معقدٍ بين الدراسة والقراءة، والخبرة الشخصية، والمبادئ والقيم الإنسانية، والقدرة على التفكير النقدي.
فلا تكفي الدراسة والقراءة لوحدهما لخلق هذا الذوق، لكنهما يُشكّلان أدواتٍ مهمّةً لتنميته وتطويره.

أسئلة مشابهة

0 تصويتات
1 إجابة
سُئل ديسمبر 15، 2021 بواسطة مجهول
مرحبًا بك في موقع ساعدني.
...