يرجع الضمير الهاء في "فستأذنه في الجهاد" إلى كلمة "موسى". ودليل ذلك أن الضمير الهاء في "فستأذنه" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به، وهو عائد إلى الفاعل، والفاعل في هذه الجملة هو "موسى".
ومعنى الجملة: "فسأل موسى ربه أن يأذن له في الجهاد".
وهذا المعنى واضح من سياق الآية الكريمة، حيث قال الله تعالى: "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ بِمُوسَى فَقَالَ أَنْتَ أَعْظَمُ مِنِّي قُوَّةً وَأَعْظَمُ جُنْدًا فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ هَذَا الْحُكْمِ إِنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَقْتَتِلَ أَصْحَابُكَ فَوَجَدَ مُوسَى عِنْدَ رَبِّهِ فَاسْتَغْفَرَهُ مِنْ ذَلِكَ وَرَدَّ عَلَيْهِ مُوسَى وَقَالَ لِمَنْ تَرَى أَنْ نَقْتُلَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ هَذَا مَا كَانَ يَدُورُ فِي بَالِكَ فَقَدْ أَصْبَحَ حَقًّا وَهَذَا حُكْمِي فِي الْمُتَعَادِينَ فَقَالَ رَبِّ هَذَا مَا تَسَاءَلَنِي عَنْهُ وَمَا كَانَ يَدُورُ فِي بَالِي وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ لِأَتَعَلَّمَ مِنْكَ" (القصص: 14-29).
وهذا المعنى هو المتفق عليه بين المفسرين.