قصيدة "قُلْ للمَلِيحَةِ" للشاعر عمر بن أبي ربيعة من أشهر قصائد الغزل في العصر الجاهلي، وهي قصيدة غزلية وصفية، يصف فيها الشاعر حبيبته، ويعبر عن حبه لها، وألمه من بعده.
المقدمة:
يبدأ الشاعر القصيدة بمقدمة قصيرة، يخاطب فيها حبيبته، ويطلب منها أن تبلغه رسالته، ويصف فيها جمالها، قائلاً:
قُلْ للمَلِيحَةِ قد أَبلَتنِيَ الذِّكَرُ
فالدَّمْعُ، كُلَّ صَباحٍ، فيكِ يَبْتَدِرُ
الوصف:
في المقطع الثاني، يصف الشاعر حبيبته وصفًا تفصيليًا، فيبدأ بوصف وجهها، قائلاً:
فَلَيْتَ قَلْبي، وَفيهِ مِن تعلُّقِكُمْ
ما ليسَ عِندي لَهُ عِدلٌ ولا خَطَرُ
ثم يصف شعرها، قائلاً:
أَفاقَ، إذ بخِلَتْ هندٌ، وما بَذلَتْ
ما كُنتُ آمُلُه منها، وأنتَظِرُ
ثم يصف جسدها، قائلاً:
وقَد حِذْرتُ النَّوى في قُربِ دارِهِمْ
فَعِيلَ صَبري، ولَم يَنفَعنِيَ الحَذَرُ
العاطفة:
في المقطع الثالث، يعبر الشاعر عن مشاعره تجاه حبيبته، فيقول:
قَد قُلتُ، إذ لَم تَكُن لِلقلبِ ناهِيةٌ
عَنها تُسَلِّي، ولا لِلقَلبِ مُزدَجَرُ
يا لَيْتَني مِتُّ، إذ لم ألقَ مِن كَلَفي
مُفَرِّحاً، وشآني نَحوَها النَّظَرُ
يعبر الشاعر هنا عن ألمه من بعده، وأنه يتمنى الموت، لأنه لا يستطيع أن يرى حبيبته، ولا يجد راحة من ألمه.
الخاتمة:
في الخاتمة، يختم الشاعر القصيدة ببيت شعري، يصف فيه حبيبته، قائلاً:
وشاقَني مَوقِفٌ بالمَروَتَينِ لها
والشَّوقُ يُحدِثُه لِلعاشِقُ الفِكَرُ
يعبر الشاعر هنا عن شوقه لحبيبته، وأنه يفكر فيها باستمرار، ويتذكر أوقاتهما الجميلة.
الخصائص الفنية:
تتميز قصيدة "قُلْ للمَلِيحَةِ" بالعديد من الخصائص الفنية، منها:
- الوصف الدقيق: يتميز الشاعر بدقة وصفه لحبيبته، فهو يصف وجهها وشعرها وجسدها بأسلوب دقيق وشاعري.
- العاطفة الصادقة: يعبر الشاعر عن مشاعره تجاه حبيبته بصدق وعفوية، مما يجعل القارئ يتعاطف معه.
- الأسلوب الموسيقي: تتميز القصيدة بأسلوبها الموسيقي الجميل، حيث تعتمد على الوزن والقافية، مما يجعلها سهلة الحفظ والتداول.
الأهمية:
تعد قصيدة "قُلْ للمَلِيحَةِ" من أشهر قصائد الغزل في العصر الجاهلي، وقد حظيت باهتمام كبير من النقاد والدارسين، فهي تمثل نموذجًا متميزًا للشعر الغزلي في هذا العصر.
