الطباق هو أحد المحسنات البديعية، وهو الجمع بين معنيين متضادين في الجملة الواحدة، سواء أكان هذا الجمع بين اسمين، أو فعلين، أو حرفين، أو اسم وفعل.
طباق الإيجاب هو أن يكون الجمع بين المعنيين المتضادين مثبتين، مثل قول الشاعر جبران خليل جبران:
بيني وبينك وبين الحلم الذي نرومه جدرانٌ من نورٍ وأسوارٌ من ظل
ففي هذا البيت جمع الشاعر بين كلمتي "نور" و"ظل"، وهما كلمتان متضادتان في المعنى، ولكنهما مثبتتان في الجملة، أي أن المعنى هو أن هناك حاجزًا بين الشاعر وبين الحلم الذي يرومه، هذا الحاجز إما أن يكون من نور، أو أن يكون من ظل.
طباق السلب هو أن يكون الجمع بين المعنيين المتضادين أحدهما مثبتًا والآخر منفيًا، مثل قول ابن الحاج النُّميريّ:
لا تحسبن المجدَ تمرًا أنت آكله إنما هو كالسيفِ مرهفٌ مُعلّق
ففي هذا البيت جمع الشاعر بين كلمتي "تمر" و"سيف"، وهما كلمتان متضادتان في المعنى، ولكن إحداهما مثبتة، وهي "سيف"، والأخرى منفية، وهي "تمر". أي أن المعنى هو أن المجد ليس شيئًا سهلًا يناله المرء بسهولة، بل هو شيء عسير وصعب، مثل السيف الذي لا يمكن أكله.
أثر الطباق في الكلام:
يُسهم الطباق في الكلام في إبراز المعنى وإيضاحه، كما أنه يُضفي على الكلام جمالًا وقوةً، ويجعله أكثر جاذبية.
أمثلة على الطباق في القرآن الكريم:
ورد الطباق في القرآن الكريم في العديد من المواضع، منها:
- قوله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 9]
- قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ) [فاطر: 19]
- قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْمُؤْمِنُ وَالْفَاسِقُ) [النور: 41]
أمثلة على الطباق في الشعر العربي:
ورد الطباق في الشعر العربي في العديد من القصائد، منها:
وَرَمَتْ عَيْنَاهُ بِمَاءٍ كَأَنَّهُ مَاءُ دَمٍ مِنْ فَرْطِ مَا مَلَأَ جَفْنَهُ
هَلْ تُنْجِي مِنْ حُرْقَةِ الْوَجْدِ أَعْدَاءٌ وَلَا يَنْجُو مِنْهَا أَحِبَّاءُ؟
لَيْتَ شِعْرِي لَوْ كُنْتُ أَنَا الْعَيْنَيْنِ فَلَمَا رَأَيْتُهُمَا بَكَيْتَ مِنْهُمَا
أَرْدَفْتُهُمْ وَمِنْ وَرَائِي عَسْكَرٌ وَمِنْ أَمَامِي نَارٌ تَلْهَبُ جَمْرَهُ
وهكذا، فإن الطباق من المحسنات البديعية التي تُضفي على الكلام جمالًا وقوةً، وتُ