قارب برتراند راسل مشكلة الوعي من خلال تمييزه بين الشعور والوعي. فالشعور هو تجربة ذاتية مباشرة للعالم، بينما الوعي هو إدراك الذات لهذه التجربة. ويرى راسل أن الشعور هو ظاهرة طبيعية يمكن تفسيرها من خلال علم النفس الفيزيائي، بينما الوعي هو ظاهرة غامضة لا يمكن تفسيرها بشكل كامل.
يعتقد راسل أن الشعور هو نتيجة لتفاعلات كيميائية في الدماغ. فعندما نتعرض لحدث ما، فإن ذلك يتسبب في إطلاق هرمونات ومواد كيميائية في الدماغ، والتي تؤدي إلى حدوث شعور معين. على سبيل المثال، عندما نرى شيئا جميلا، فإن ذلك يتسبب في إطلاق الدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى شعورنا بالسعادة.
أما الوعي، فهو أكثر تعقيدا من الشعور. فهو ليس مجرد إدراك للعالم، بل هو أيضا إدراك الذات لهذه التجربة. ويرى راسل أن الوعي هو ظاهرة غامضة لا يمكن تفسيرها بشكل كامل. فهو يعتقد أن الوعي قد يكون نتاجا للتطور، وقد يكون أيضا ظاهرة ميتافيزيقية لا يمكن تفسيرها من خلال العلم.
يوضح راسل موقفه من مشكلة الوعي في نصه "مشكلة الوعي"، والذي يطرح فيه ثلاثة أسئلة رئيسية:
- ما هو الوعي؟
- كيف يمكن تفسيره؟
- ما هي أهمية الوعي؟
يجيب راسل على السؤال الأول بالقول أن الوعي هو إدراك الذات لهذه التجربة. أما السؤال الثاني، فيعتقد راسل أنه لا يمكن تفسير الوعي بشكل كامل، ولكنه يعتقد أن الشعور يمكن تفسيره من خلال علم النفس الفيزيائي. أما السؤال الثالث، فيعتقد راسل أن الوعي هو أهم ظاهرة في الكون، لأنه هو ما يجعلنا بشرا.
يمكن تلخيص موقف برتراند راسل من مشكلة الوعي في النقاط التالية:
- يميز بين الشعور والوعي.
- يعتقد أن الشعور هو ظاهرة طبيعية يمكن تفسيرها من خلال علم النفس الفيزيائي.
- يعتقد أن الوعي هو ظاهرة غامضة لا يمكن تفسيرها بشكل كامل.
- يعتقد أن الوعي قد يكون نتاجا للتطور، وقد يكون أيضا ظاهرة ميتافيزيقية لا يمكن تفسيرها من خلال العلم.
يُعد موقف راسل من مشكلة الوعي موقفا مثيرا للجدل، فقد انتقده بعض الفلاسفة لأنه لا يعطي أهمية كافية للوعي. ولكن راسل يعتقد أن موقفه هو الأكثر منطقية، لأنه يستند إلى العلم والتجربة.