قصيدة معروف الرصافي هي قصيدة اجتماعية تعالج موضوع الفقر والظلم الاجتماعي. تدور أحداث القصيدة حول مشهد الشاعر وهو يرى أرملةً فقيرةً تسير في الطريق وهي تبكي، فيتأثر بها ويشعر بحزنها.
يبدأ الشاعر القصيدة بالتعبير عن ندمه على لقائه بالأرملة، ويصف مظهرها الخارجي الذي يدل على فقرها وألمها. يقول:
لقيتُها ليتَني ما لقيتها تمشي وقد أثقلَ الإملاقُ مشيها أثوابُها رثَّةٌ والرِّجلُ حافيةٌ والدمعُ تذرُفُهُ في الخدِّ جريَّةٌ
ثم يصف الشاعر حالة الأرملة النفسية، وكيف أنها فقدت زوجها الذي كان مصدر قوتها وأمانيها، فأصبحت وحيدةً تعاني من الفقر والظلم. يقول:
ماتتِ الذي كان يحميها ويسعدها فالدهرُ من بعده بالفقر أشقاها الموتُ أفجعها والفقر أوجعها والهَمُّ أنحلها والغمُ أضناها
ويتساءل الشاعر كيف يمكن لهذه الأرملة أن تعيش مع طفلها الصغير في ظل هذه الظروف القاسية. يقول:
فمنظرُ الحزنِ مَشهُودٌ بمنظرها والبؤسُ مَراهُ مقرونٌ بمَراهَا كَرُّ الجُدُدَينِ قد أبلَى عباءتها فانشقَّ أسفلُها وانشقَّ أعلاهَا
وفي الختام، يدعو الشاعر الله أن يرحم الأرملة ويرزقها الصبر والقدرة على تحمل هذه الظروف. يقول:
يا ربَّ ما حيلتي فيها وقد ذبلتْ كزهرةِ الروض فقد الغيثُ أظماها يا ربِّ ارحمها وارحم طفلَها واجعلْ لها من الخيرِ ما تُرضيها
وتعد هذه القصيدة من أشهر قصائد معروف الرصافي، وقد حظيت باهتمام كبير من النقاد والقراء. وقد ساهمت في إبراز موهبة الرصافي في تصوير الواقع الاجتماعي والتعبير عن هموم الناس.
وفيما يلي بعض العناصر الفنية في القصيدة:
- الأسلوب: يتميز أسلوب الرصافي في هذه القصيدة بالصدق والواقعية، حيث ينقل لنا صورة واقعية لأحوال الأرملة الفقيرة. كما يتميز أسلوبه بالعاطفة الجياشة، حيث يعبر عن حزنه على حال الأرملة.
- اللغة: استخدم الرصافي في هذه القصيدة لغة فصيحة بليغة، ساعدته على التعبير عن مشاعره وأفكاره بدقة ووضوح. كما استخدم لغة شعبية بسيطة، ساعدته على التواصل مع جمهوره بشكل أكبر.
- الصور الشعرية: استخدم الرصافي في هذه القصيدة مجموعة من الصور الشعرية الجميلة، مثل:
- تشبيه الأرملة بزهرة الروض التي فقدت الغيث.
- تشبيه الفقر بالداء الذي يصيب الإنسان.
- تشبيه الدموع بالماء الجاري.
وتعد هذه القصيدة من القصائد المهمة في الأدب العربي، حيث تتناول موضوعاً اجتماعياً هاماً، وتعبر عن هموم الناس بصدق وعاطفة.