السؤال: أَتَهزَأُ بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ وَما تَدري بِما صَنَعَ الدُّعاءُ؟
الجواب:
السؤال موجه إلى من يستهزئ بالدعاء ولا يؤمن بقدرته على إحداث التغيير. والجواب هو أن من يستهزئ بالدعاء لا يدرك ما يمكن أن يفعله الدعاء، لأن الدعاء هو وسيلة الاتصال بين العبد وربه، وهو باب من أبواب رحمة الله، ومن أعظم العبادات التي يحبها الله تعالى.
والدعاء له فوائد عديدة، منها:
- أنه يقرب العبد من ربه، ويجعله يشعر بالأمان والطمأنينة.
- أنه يرفع البلاء عن العبد، ويحقق له ما يرجو من خيري الدنيا والآخرة.
- أنه يقوي إيمان العبد، ويجعله أكثر صبرًا على الشدائد.
ومن الأمثلة على ما يمكن أن يفعله الدعاء:
- دعا موسى عليه السلام ربه فأنزل عليه المن والسلوى.
- دعا زكريا عليه السلام ربه فأجاب دعوته ورزقه بيحيى.
- دعا يونس عليه السلام ربه وهو في بطن الحوت فأنقذه.
ولذلك فإن من يستهزئ بالدعاء فهو يجهل قدرة الله تعالى، ويحرم نفسه من عظيم فضل الله.
التوضيح:
يمكن توضيح أهمية الدعاء من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التالية:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (البقرة: 186).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الدعاء هو العبادة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يرد القضاء إلا الدعاء.
وبناءً على هذه الآيات والأحاديث، يمكن القول أن الدعاء هو من أعظم العبادات التي يحبها الله تعالى، وهو وسيلة من وسائل التقرب إلى الله، وتحقيق ما يرجو العبد من خيري الدنيا والآخرة.