حوار بين أب وإبنه حول الهجرة السرية
أب: يا ابني، أنا سمعت أنك تفكر في الهجرة السرية إلى أوروبا. هل هذا صحيح؟
ابن: نعم يا أبي، هذا صحيح. أنا لا أجد مستقبل لي في هذا البلد. لا يوجد عمل، لا تعليم، لا أمن. أريد أن أعيش حياة كريمة وأن أحقق طموحاتي.
أب: يا ابني، أنت تخاطر بحياتك إذا سافرت بهذه الطريقة. تعرف ماذا يحدث للمهاجرين السريين في البحر وفي الحدود. كم منهم يموتون غرقاً أو يتعرضون للإستغلال والإضطهاد. هل تريد أن تكون واحداً منهم؟
ابن: يا أبي، أنا أعلم المخاطر، ولكن ماذا أفعل؟ هل أبقى هنا وأشاهد حلمي يتلاشى؟ هل أستسلم لليأس والفقر؟ هل أضيع شبابي في البطالة والملل؟ لا يا أبي، أنا لست من هؤلاء.
أنا لدي شجاعة وإصرار وإيمان بالله. أنا متأكد أن الله سيرزقني وسيسهل علي طريقي.
أب: يا ابني، الله يحب المؤمن المتوكل عليه، ولكن لا يحب المغامر بنفسه. الله خلق لك هذا البلد وجعل فيه خيرات كثيرة. لماذا تتركه وتذهب إلى بلاد غريبة لا تعرف عنها شيئاً؟ لماذا تتخلى عن عائلتك وأصدقائك وثقافتك ودينك؟ هل تظن أن الأوروبيين سيستقبلونك بالورود والهدايا؟ هل تظن أنهم سيحترمونك وسيعاملونك كإنسان؟
ابن: يا أبي، أنت تحكم على الأوروبيين بشكل عام، ولكن هم ليسوا كلهم سواء. هناك من هم طيبون ومتسامحون ومتعاونون. هناك من هم مثقفون ومتقدمون ومبدعون.
هناك من هم مثلي يبحثون عن حرية وعدالة وسعادة. أنا لست بصدد التخلي على هويتي أو ديانتي، بل بصدد التعرف على حضارات جديدة والإستفادة من خبراتهم.