قدم الرسول (ص) نعمة الأمن على النعم الأخرى لعدة أسباب، منها:
- الأمن هو أساس الحياة الكريمة. الإنسان لا يستطيع أن يمارس حياته بشكل طبيعي وسليم إذا لم يكن آمنًا على نفسه وماله وأهله وعرضه. فالأمن هو الذي يُمكن الإنسان من العيش في طمأنينة واستقرار، ويُمكّنه من ممارسة عبادته وشعائره الدينية، ويُمكنه من العمل والإنتاج.
- الأمن هو شرط أساسي لتحقيق النعم الأخرى. لا يمكن للإنسان أن يتمتع بالنعم المادية والصحية والعقلية إذا لم يكن آمنًا. فالأمن هو الذي يُمكّنه من الاستفادة من هذه النعم.
- الأمن هو فريضة شرعية. أمر الله تعالى عباده بالمحافظة على الأمن والنظام، فقال تعالى: (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا) [الأحزاب: 73].
وقد ورد في السنة النبوية عدة أحاديث تُبين أهمية نعمة الأمن، منها:
- عن عبدالله بن محصن الأنصاري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم ” من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها” رواه الترمذي وابن ماجة بإسناد صحيح وحسنه الألباني في صحيح الجامع(6042)
ففي هذا الحديث يبين الرسول (ص) أن من أصبح وهو آمن في سربه، أي في بيته وأهله، معافى في جده، أي صحيحًا في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها. وهذا يدل على أهمية نعمة الأمن والأمان.
وبناءً على ما سبق، فإن تقديم الرسول (ص) نعمة الأمن على النعم الأخرى هو أمر منطقي وصحيح، حيث أن الأمن هو أساس الحياة الكريمة، وهو شرط أساسي لتحقيق النعم الأخرى.