نعم، كلما زادت كتلة الجسم، زاد قصوره الذاتي.
يُعرّف القصور الذاتي بأنه مقاومة الجسم لتغيير حالته الحركية، سواء من السكون إلى الحركة أو من الحركة بسرعة معينة إلى سرعة أخرى أو من اتجاه إلى اتجاه آخر.
وتلعب الكتلة دورًا رئيسيًا في تحديد قصور الجسم الذاتي. فكلما زادت كتلة الجسم، زادت صعوبة تغيير حالته الحركية.
لنفترض كرة صغيرة وكرة كبيرة من نفس المادة. عند دفع كلتا الكرتين بنفس القوة، ستتحرك الكرة الصغيرة بسرعة أكبر من الكرة الكبيرة. وذلك لأن الكرة الكبيرة تمتلك كتلة أكبر، وبالتالي فهي تقاوم التغيير في سرعتها أكثر من الكرة الصغيرة.
يمكننا تفسير هذه العلاقة رياضيًا باستخدام قانون نيوتن الثاني للحركة:
F = ma
حيث:
F هي القوة المؤثرة على الجسم
m هي كتلة الجسم
a هو تسارع الجسم
من خلال هذه المعادلة، نلاحظ أن التسارع يتناسب عكسًا مع الكتلة. أي أنه كلما زادت كتلة الجسم، قل تسارعه عند تطبيق نفس القوة.
وبالتالي، يمكننا القول أن العلاقة بين الكتلة والقصور الذاتي هي علاقة طردية مباشرة. فكلما زادت كتلة الجسم، زادت مقاومته لتغيير حالته الحركية، أي زاد قصوره الذاتي.
أمثلة توضيحية:
دفع عربة: من السهل دفع عربة صغيرة فارغة أكثر من دفع عربة محملة بالبضائع. وذلك لأن عربة البضائع تمتلك كتلة أكبر، وبالتالي فهي تقاوم التغيير في سرعتها أكثر من العربة الفارغة.
ركوب الدراجة: من السهل تسريع دراجة خفيفة الوزن أكثر من تسريع دراجة ثقيلة. وذلك لأن الدراجة الخفيفة تمتلك كتلة أصغر، وبالتالي فهي تقاوم التغيير في سرعتها أقل من الدراجة الثقيلة.
التزلج على الجليد: من السهل إيقاف متزلج خفيف الوزن أكثر من إيقاف متزلج ثقيل. وذلك لأن المتزلج الثقيل يمتلك كتلة أكبر، وبالتالي فهو يقاوم التغيير في سرعته أكثر من المتزلج خفيف الوزن.
في الختام، يمكننا التأكيد على أن العلاقة بين الكتلة والقصور الذاتي هي علاقة طردية مباشرة. فكلما زادت كتلة الجسم، زادت مقاومته لتغيير حالته الحركية، أي زاد قصوره الذاتي.