خولّت البيعة للمولى إدريس سلطات واسعة، تشمل:
- السلطة الدينية: كان المولى إدريس يُعتبر خليفة المسلمين في المغرب، ويتمتع بسلطة إصدار الفتاوى وقيادة الجهاد.
- السلطة السياسية: كان المولى إدريس يتمتع بسلطة إصدار القوانين وإقامة العدل وفرض الضرائب.
- السلطة العسكرية: كان المولى إدريس يتمتع بسلطة قيادة الجيش وحماية البلاد من الأعداء.
وقد تم تجسيد هذه السلطات في نص البيعة الذي نص على أن المولى إدريس هو:
"خليفة المسلمين، أمير المؤمنين، صاحب المغرب الأقصى، والإمام المجاهد، وصاحب العدل والرحمة، وإمام المسلمين في البر والبحر، وصاحب الإمارة الإسلامية، وصاحب التقوى والورع، وصاحب العدل والحكم".
وبناءً على هذه السلطات، فقد استطاع المولى إدريس أن يؤسس الدولة الإدريسية في المغرب، والتي استمرت لمدة قرنين من الزمن.
وفيما يلي توضيح لطبيعة كل نوع من هذه السلطات:
السلطة الدينية:
كانت السلطة الدينية للمولى إدريس رمزية في البداية، وذلك لأن المغرب كان آنذاك يعيش فترة من الفوضى السياسية، ولم يكن هناك سلطة مركزية قوية. ومع ذلك، فقد استطاع المولى إدريس أن يعزز هذه السلطة من خلال إقامة المؤسسات الدينية، مثل المساجد والمدارس والزوايا. كما أنه قام بإصدار الفتاوى التي تدعم سلطته الدينية.
السلطة السياسية:
كانت السلطة السياسية للمولى إدريس أساسية في تأسيس الدولة الإدريسية. فقد استطاع المولى إدريس أن يوحد القبائل البربرية في المغرب تحت رايته، وذلك من خلال عقد البيعة معهم. كما أنه قام بإصدار القوانين التي تنظم الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.
السلطة العسكرية:
كانت السلطة العسكرية للمولى إدريس ضرورية لحماية الدولة الإدريسية من الأعداء. فقد قام المولى إدريس ببناء الجيش الإدريسي، والذي تمكن من صد الغزوات الخارجية.
وهكذا، فقد كانت البيعة للمولى إدريس خطوة مهمة في تأسيس الدولة الإدريسية في المغرب. فقد خولّت هذه البيعة للمولى إدريس السلطات اللازمة لإقامة دولة قوية وعادلة في المغرب.