تدور أطروحة نص "ما الوعي" ل هنري برغسون حول طبيعة الوعي وعلاقته بالوجود. يرى برغسون أن الوعي هو خاصية أساسية للوجود، وليس مجرد خاصية إضافية للعقل. فهو ينبع من الطبيعة الديناميكية والخلاقة للحياة، ويتمثل في القدرة على إدراك التغير والتحول.
يرفض برغسون التعريفات التقليدية للوعي، والتي ترى فيه مجرد قدرة على التفكير أو تكوين المفاهيم. فهو يرى أن هذه التعريفات لا تأخذ في الحسبان الطبيعة المتدفقة واللاعقلانية للوعي. فالوعي ليس مجرد قدرة على التفكير، بل هو أيضًا قدرة على الشعور والتجربة.
يعتقد برغسون أن الوعي هو نتاج الذاكرة. فالذاكرة ليست مجرد تخزين للمعلومات، بل هي أيضًا قدرة على الاحتفاظ بالماضي في الحاضر. من خلال الذاكرة، نستطيع أن نربط بين الحاضر والماضي، ونفهم كيف تطورنا وتغيرنا.
يؤكد برغسون على أهمية الوعي في الحياة الإنسانية. فهو يرى أن الوعي هو ما يميزنا عن الكائنات غير الحية. فهو ما يسمح لنا بالإبداع والابتكار، والسعي وراء أهدافنا.
يمكن تلخيص أطروحة نص "ما الوعي" ل هنري برغسون في النقاط التالية:
- الوعي هو خاصية أساسية للوجود، وليس مجرد خاصية إضافية للعقل.
- الوعي ينبع من الطبيعة الديناميكية والخلاقة للحياة.
- الوعي هو القدرة على إدراك التغير والتحول.
- الوعي نتاج الذاكرة.
- الوعي مهم للحياة الإنسانية.
فيما يلي بعض الأمثلة التي توضح أطروحة برغسون:
- عندما نشعر بالحب، فإننا ندرك التغير والتحول الذي يحدث فينا. فالحب هو شعور جديد ومختلف عن أي شعور آخر، ويؤثر على أفكارنا ومشاعرنا وسلوكنا.
- عندما نتذكر شيئًا ما، فإننا نربط بين الحاضر والماضي. فالذاكرة هي ما يسمح لنا بفهم أنفسنا والعالم من حولنا.
- عندما نبدع، فإننا نستخدم وعينا لخلق شيء جديد. فالوعي هو ما يسمح لنا برؤية العالم من منظور جديد وإنتاج أفكار وأعمال جديدة.
تُعتبر أطروحة برغسون حول الوعي واحدة من أهم المساهمات في الفلسفة الحديثة. فقد قدمت وجهة نظر جديدة حول طبيعة الوعي وعلاقته بالوجود.