الإجابة على هذا السؤال تعتمد على تعريفنا لكلمة "طبيعة". إذا كنا نقصد بالطبيعة الصفات الفطرية التي يولد بها الإنسان، فإن الإجابة هي خطأ. فطبيعة الإنسان هي الميل إلى السعي وراء الراحة والمتعة، والابتعاد عن المشقة والألم. لذلك، فإن الإنسان بطبيعته يميل إلى التذمر والاحتجاج على الأمور المخالفة له، سواء كانت هذه الأمور تخالف رغباته أو مصالحه أو معتقداته.
ولكن إذا كنا نقصد بالطبيعة الصفات المكتسبة من خلال التعلم والتربية، فإن الإجابة هي صح. فعندما يتعرض الإنسان لمواقف تتطلب منه الصبر على الأمور المخالفة، فإنه يتعلم هذه الصفة ويطورها بمرور الوقت. فمثلاً، عندما يتعلم الإنسان أن الصبر على الألم يؤدي إلى الشفاء، فإنه يميل إلى الصبر على الألم عند الإصابة.
وبناءً على هذا، فإن الإجابة الصحيحة على السؤال هي أن الصبر على الأمور المخالفة قد يكون من طبيعة الإنسان، ولكن ليس بالضرورة. فهذا يعتمد على التعريف الذي نستخدمه لكلمة "طبيعة".
وفيما يلي بعض الأمثلة التي تدعم الإجابة:
- عندما يتعرض الطفل للضرب أو العقاب، فإنه يميل إلى الاحتجاج أو المقاومة. ولكن عندما يتعلم أن الصبر على العقاب يؤدي إلى انتهاءه، فإنه يميل إلى الصبر.
- عندما يتعرض الإنسان لظلم أو تعدٍ، فإنه يميل إلى الانتقام أو المقاومة. ولكن عندما يتعلم أن الصبر على الظلم يؤدي إلى الانتصار، فإنه يميل إلى الصبر.
- عندما يتعرض الإنسان لفقدان أو مصيبة، فإنه يميل إلى الحزن والاكتئاب. ولكن عندما يتعلم أن الصبر على المصيبة يؤدي إلى الصبر، فإنه يميل إلى الصبر.
وهكذا، فإن الصبر على الأمور المخالفة هو صفة يمكن اكتسابها من خلال التعلم والتربية.