في القصيدة التي تحمل هذا العنوان، يرد الشاعر المقنع الكندي على قومه الذين يعاتبهون في دينه. يبدأ الشاعر قصيدته بالقول:
يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمْدا
أي أن قومه يعاتبهون على دينه، ولكن في الحقيقة، فإن ديونه التي يتحدثون عنها هي أمور أخرى لا علاقة لها بالدين. ثم يمضي الشاعر في سرد بعض الأمثلة على هذه الديون، مثل:
أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدا
أي أنه كان فقيرًا في وقت ما، ثم أصبح غنيًا، ولكن هذا لم يغير من مواقفه تجاه قومه. كما أنه لم يستغل ثروته في التباهي أو التكبر عليهم.
ثم يتحدث الشاعر عن بعض صفاته الحميدة التي تدل على التزامه بدين الله، مثل:
أَسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا
أي أنه يسعى إلى سد الثغرات التي تركها قومه في الدين، ويقوم بأداء الحقوق التي أهملوها. كما أنه يخدم الضيوف ويكرمهم، ويساعد المحتاجين، ويدافع عن الحق والعدل.
وفي النهاية، يؤكد الشاعر على أنه لا يحمل أي ضغينة أو حقد تجاه قومه، وأنه ما زال وفيًا لهم حتى لو كانوا يعاتبهون في دينه.
وهكذا، فإن الشاعر يرد على قومه الذين يعاتبهون في دينه، ويؤكد على التزامه بالدين، وحسن صفاته، ووفائه لهم.