حضرت فرنسا لاحتلال الجزائر بعدة خطوات وتحضيرات، يمكن تلخيصها فيما يلي:
- الاستعداد العسكري: قامت فرنسا ببناء أسطول بحري قوي، وتدريب قواتها المسلحة، وتجهيزها بأحدث الأسلحة والمعدات. كما قامت بإنشاء قاعدة عسكرية في مدينة طولون الفرنسية، استعدادًا للهجوم على الجزائر.
- الاستعداد السياسي: عملت فرنسا على تأمين دعم الدول الأوروبية الأخرى لاحتلال الجزائر، كما قامت بشن حملة دعائية ضد الجزائر، تتهمها فيها بالضعف وعدم القدرة على الدفاع عن نفسها.
- الاستعداد الاقتصادي: قامت فرنسا بدراسة الوضع الاقتصادي للجزائر، ووضعت خطة لاستغلال خيراتها الطبيعية، وتحويلها إلى مستعمرة فرنسية.
وفيما يلي تفصيل لهذه الخطوات:
الاستعداد العسكري:
كانت فرنسا في القرن التاسع عشر قوة عسكرية كبرى، وكانت تمتلك أسطولًا بحريًا قويًا، وجيشًا كبيرًا ومدربًا جيدًا. وقد حرصت فرنسا على تعزيز قوتها العسكرية استعدادًا للهجوم على الجزائر، وذلك من خلال بناء سفن حربية جديدة، وتدريب المزيد من الجنود، وتزويدهم بأحدث الأسلحة والمعدات. كما قامت فرنسا بإنشاء قاعدة عسكرية في مدينة طولون الفرنسية، استعدادًا للهجوم على الجزائر.
الاستعداد السياسي:
عملت فرنسا على تأمين دعم الدول الأوروبية الأخرى لاحتلال الجزائر، وذلك من خلال عقد مؤتمر لندن عام 1830، حيث وافقت الدول الأوروبية على الاحتلال الفرنسي للجزائر. كما قامت فرنسا بشن حملة دعائية ضد الجزائر، تتهمها فيها بالضعف وعدم القدرة على الدفاع عن نفسها.
الاستعداد الاقتصادي:
قامت فرنسا بدراسة الوضع الاقتصادي للجزائر، ووضعت خطة لاستغلال خيراتها الطبيعية، وتحويلها إلى مستعمرة فرنسية. وقد ساعدها في ذلك ضعف الدولة العثمانية، التي كانت تسيطر على الجزائر في ذلك الوقت.
وقد مكنت هذه التحضيرات فرنسا من احتلال الجزائر بسهولة نسبية، وذلك في عام 1830. واستغرقت فرنسا حوالي 70 عامًا حتى تمكنت من السيطرة على كامل البلاد.
وبعد الاحتلال، قامت فرنسا بتطبيق سياسات استعمارية تهدف إلى استغلال خيرات الجزائر، وفرض ثقافتها ولغتها على الجزائريين. وقد واجهت هذه السياسات مقاومة شديدة من الشعب الجزائري، والتي استمرت حتى عام 1962، عندما استقلت الجزائر عن فرنسا.