الجواب على هذا السؤال هو: القلب الذي يمتلئ بالإيمان والصبر.
يقول الشاعر أبو تمام الطائي في قصيدته هذه:
أي القلوب عليكم ليس ينصدع؟ وأي نوم عليكم ليس يمتنع؟
في هذه الأبيات، يخاطب الشاعر قومه ويسألهم عن قلوبهم، هل هي قوية وثابتة أم هي ضعيفة وقابلة للتصدع؟ ويسألهم أيضًا عن نومهم، هل هو هادئ ومستقر أم هو متقطع ومضطرب؟
ويجيب الشاعر على هذا السؤال بقوله:
فيم الشماتة إعلانًا بأسد وغي أفناهم الصبر إذ أبقاكم الجزع
أي أن الذين ينكسرون ويضعفون هم أولئك الذين لا صبر لهم ولا إيمان، أما الذين يصبرون ويؤمنون فإن قلوبهم لا تصدع مهما حدث لهم.
وهذا المعنى متفق مع ما ورد في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى:
إنما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
(الأنفال: 2)
فمن صفات المؤمنين أنهم إذا ذكر الله تحركت قلوبهم بالخوف والخشوع، وإذا تليت عليهم آيات القرآن زادهم ذلك إيمانًا وتوكلًا على الله.
وبناءً على ذلك، فإن القلوب التي لا تصدع هي القلوب التي يمتلئ أصحابها بالإيمان والصبر، فهذه القلوب هي القلوب التي لا تلين أمام الشدائد ولا تضعف أمام الابتلاءات.