طلب الخليفة عمر بن عبد العزيز من الصبي أن يعظه، وذلك لسببين رئيسيين:
- السبب الأول: كان عمر بن عبد العزيز خليفة عادلاً ورعاً، وكان يحرص على الاستماع إلى المواعظ والنصائح من جميع الناس، حتى لو كانوا صغار السن.
- السبب الثاني: كان الصبي الذي طلب منه عمر بن عبد العزيز أن يعظه، صبياً عاقلاً حكيماً، وقد أظهر ذلك في إجابته على سؤال عمر بن عبد العزيز.
فعندما رأى عمر بن عبد العزيز الصبي وقد أراد أن يتكلم، قال له: "ليتكلم من هو أسن منك فإنه أحق بالكلام منك". فقال الصبي: "يا أمير المؤمنين لو كان القول كما تقول لكان في سنة".
فأعجب عمر بن عبد العزيز بذكاء الصبي، وأدرك أن الصبي يقصد أن الحكمة لا تقاس بالسن، بل بالعلم والعقل.
ثم أنشأ عمر بن عبد العزيز قصيدةً ينصح فيها الصبي، فقال:
تعلم فليس المرء يولد عالماً وليس أخو علمٍ كمن هو جاهلُ فإن كبير القوم لا علم عنده فليس بموضعٍ من الأمورِ يُقالُ
فهذه القصيدة تدل على أن عمر بن عبد العزيز كان خليفةً عالماً، وكان يحرص على تعليم الناس، حتى الصغار منهم.
وهكذا، فإن طلب الخليفة عمر بن عبد العزيز من الصبي أن يعظه، كان دليلاً على حرصه على الاستماع إلى المواعظ والنصائح من جميع الناس، حتى لو كانوا صغار السن.