أقنع الغلام عمر بن عبد العزيز لكي يتكلم من خلال حجتين أساسيتين:
-
الحجة الأولى: أن المرء بأصغريه، قلبه ولسانه. فإذا منح الله عبده لسانا لافظا وقلبا حافظا فقد أجاد له الاختيار، ولو أن الأمور بالسن لكان ها هنا من هو أحق بمجلسك منك.
-
الحجة الثانية: أن عمر بن عبد العزيز هو أمير المؤمنين، وعليه أن يسمع من الجميع، مهما كانوا صغارا أو كبارا، طالما أن لديهم ما يقولونه.
الحجة الأولى تستند إلى فكرة أن الحكمة والعقل لا تقتصر على عمر بن عبد العزيز بسبب سنه، بل يمكن أن توجد في أي شخص، حتى لو كان صغيرا في السن. كما أنها تؤكد على أهمية العقل واللسان في الحكم والقيادة.
الحجة الثانية تستند إلى فكرة أن عمر بن عبد العزيز هو المسؤول عن رعاية شؤون الأمة الإسلامية، وعليه أن يستمع إلى آراء الجميع، حتى لو كانوا صغارا، لأنهم قد يكونون على حق في ما يقولونه.
وقد نجح الغلام في إقناع عمر بن عبد العزيز لكي يتكلم من خلال هذه الحجتين، حيث قال له عمر: "صدقت، تكلم، فهذا السحر الحلال".
وبعد أن سمح عمر بن عبد العزيز للغلام بالتكلم، تحدث الغلام عن عدة أمور مهمة، منها:
- ضرورة العدل والرحمة في الحكم.
- أهمية الاهتمام بالفقراء والمساكين.
- ضرورة محاربة الظلم والفساد.
وقد أثنى عمر بن عبد العزيز على كلام الغلام، وقال له: "لقد أعجبني كلامك، وسأعمل على تنفيذ ما قلت".
وتعتبر قصة الغلام الذي أقنع عمر بن عبد العزيز لكي يتكلم من القصص المشهورة في التاريخ الإسلامي، وهي تؤكد على أهمية الاستماع إلى الجميع، مهما كانوا صغارا أو كبارا، لأن الحكمة والعقل يمكن أن توجد في أي شخص.