الإجابة على هذا السؤال تعتمد على تعريف النصر في المعركة. إذا كان النصر يعني تحقيق الأهداف العسكرية، فإن الإجابة على هذا السؤال هي لا. ففي المعارك، عادة ما يكون هناك طرفان متحاربان، ولكل طرف أهدافه الخاصة التي يسعى لتحقيقها. فإذا تحققت أهداف أحد الطرفين، فإننا نقول أن هذا الطرف قد انتصر في المعركة.
ولكن إذا كان النصر يعني تحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فإن الإجابة على هذا السؤال قد تكون نعم. ففي بعض الأحيان، قد يحقق كلا الطرفين مكاسب من المعركة، حتى لو لم تحقق أحدهما أهدافه العسكرية. على سبيل المثال، قد يحقق أحد الطرفين مكاسب سياسية، مثل زيادة شعبيته أو مكانته الدولية، بينما قد يحقق الطرف الآخر مكاسب اقتصادية، مثل الاستيلاء على موارد أو مناطق جديدة.
وبناءً على ذلك، يمكن القول أن الإجابة على سؤال "الجيشان انتصرا في المعركة؟" هي أن الأمر يعتمد على تعريف النصر. فإذا كان النصر يعني تحقيق الأهداف العسكرية، فإن الإجابة هي لا، ولكن إذا كان النصر يعني تحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فإن الإجابة قد تكون نعم.
وفيما يلي بعض الأمثلة على معارك انتصر فيها كلا الطرفين:
- معركة اليرموك (636 م): انتصر المسلمون على الروم في هذه المعركة، ولكنهم لم يتمكنوا من احتلال الشام بالكامل في ذلك الوقت.
- معركة كربلاء (680 م): هُزم الحسين بن علي على يد جيش يزيد بن معاوية، ولكن هذه المعركة كانت نقطة تحول في تاريخ الإسلام، حيث أدت إلى ظهور الشيعة.
- معركة الزلاقة (1086 م): انتصر المسلمون على المسيحيين في هذه المعركة، ولكنهم لم يتمكنوا من صد الهجمات المسيحية على الأندلس في النهاية.
وهذه مجرد أمثلة قليلة، وهناك العديد من المعارك الأخرى التي يمكن أن نعتبر فيها كلا الطرفين منتصرين.