في هذا الحديث الشريف، يوجه النبي صلى الله عليه وسلم نصيحة لأبنائه ولأتباعه، ويحثهم على اختيار الأصدقاء الصالحين. ويقول لهم: "الناس يا بني أحاديث"، أي أن الناس يشبهون الأحاديث، فكما أن الأحاديث تختلف في مضمونها وأسلوبها، كذلك الناس يختلفون في كلامهم وتصرفاتهم.
ثم يتابع النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "فإن استطعت أن تصاحب الناس أحسنهم حديثا فنعم من تصاحب"، أي أن من الأفضل أن تصاحب من يحسن الحديث، سواء كان ذلك في مجال العلم أو الدين أو الأدب أو الثقافة أو أي مجال آخر.
ويشرح النبي صلى الله عليه وسلم سبب هذا الأمر في قوله: "لأنه سيكون زينة تزين صاحبها"، أي أن صاحب الحديث الحسن سيكون محبوباً ومحترماً، وسينال مكانة عالية في المجتمع.
وهذا الحديث الشريف يؤكد أهمية اختيار الأصدقاء الصالحين، فالأصدقاء لهم تأثير كبير على الإنسان، فهم الذين يؤثرون على شخصيته وسلوكه. لذلك يجب اختيار الأصدقاء الذين يحسنون الحديث، والذين يتمتعون بأخلاق حميدة، والذين يحثون على الخير ويرغبون في إصلاح المجتمع.
وفيما يلي بعض الفوائد التي يجنيها الإنسان من الصحبة الصالحة:
- التأثير الإيجابي على الشخصية والسلوك: فالأصدقاء الصالحون يحثون على الخير ويرغبون في إصلاح المجتمع، ويساعدون على بناء شخصية الإنسان وتكوين سلوكه.
- الحصول على المساعدة والدعم: فالأصدقاء الصالحون يساندون بعضهم البعض في السراء والضراء، ويساعدون بعضهم البعض على تحقيق أهدافهم.
- الحصول على المتعة والسعادة: فالأصدقاء الصالحون يضيفون إلى حياة الإنسان المتعة والسعادة، ويجعلون الحياة أكثر إثارة وتشويقًا.
لذلك يجب على الإنسان أن يحرص على اختيار الأصدقاء الصالحين، وأن يحافظ على علاقته بهم، وأن يسعى إلى إصلاحهم إذا كانوا يخطئون.