معنى الجملة "إن أحد خير من أحد إلا بالعافية" هو أن جميع الناس متساوون في الخلق والقيمة، ولا يوجد شخص أفضل من آخر إلا من حيث العافية. والعافية هي نعمة من الله تعالى، وهي أهم نعمة في الدنيا، لأن الإنسان بدونها لا يستطيع أن يتمتع بالنعم الأخرى.
وهذا المعنى يتفق مع ما جاء في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ" (البقرة: 154). فالله تعالى اعتبر الشهداء أحياءً عند الله، لأنهم يتمتعون بالعافية الحقيقية، وهي عافية النفس التي لا تزول.
وهذا المعنى يتفق أيضًا مع ما جاء في السنة النبوية، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى". فالله تعالى اعتبر الصحة تاجًا على رؤوس الأصحاء، لأنها نعمة عظيمة لا يقدرها إلا من فقدها.
وبناءً على هذا المعنى، فإننا نرى أن كل إنسان يستحق الاحترام والتقدير، بغض النظر عن صفاته أو إمكانياته. فالإنسان الغني ليس أفضل من الإنسان الفقير، والإنسان المشهور ليس أفضل من الإنسان المجهول، والإنسان القوي ليس أفضل من الإنسان الضعيف. كلهم متساوون في الخلق والقيمة، ولا يوجد شخص أفضل من آخر إلا من حيث العافية.