الجواب:
العبارة "في الجو مكتوبٌٌ على صحف الهوى من يعمل المعروف يُجزَ بمثله" هي عبارة شعبية تعني أن الجزاء من جنس العمل، وأن من يعمل المعروف سيكافأ عليه بمثله، سواء في الدنيا أو في الآخرة.
التوضيح:
العبارة تشير إلى أن هناك نظامًا كونيًا عادلًا يحكم العالم، وهذا النظام ينص على أن كل فعل له رد فعل، وكل خير يقابل بخير، وكل شر يقابل بشر.
فمن يعمل معروفًا مع غيره، سواء كان معروفًا ماديًا أو معنويًا، سيكافأ عليه بمثله، سواء في الدنيا أو في الآخرة.
الأدلة من القرآن والسنة:
هناك العديد من الأدلة من القرآن والسنة على أن الجزاء من جنس العمل، منها:
- قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ يَعْمَلْ شَرًّا فَلَهَا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾ (فصلت: 46).
- وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ (إبراهيم: 42).
- وقوله تعالى: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ (آل عمران: 180).
ومن السنة النبوية:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ سَهَّلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ" (رواه مسلم).
الخاتمة:
العبارة "في الجو مكتوبٌٌ على صحف الهوى من يعمل المعروف يُجزَ بمثله" هي عبارة حكيمة تحث على فعل الخير والابتعاد عن الشر، لأنها تؤكد أن الجزاء من جنس العمل، وأن من يعمل معروفًا سيكافأ عليه بمثله، سواء في الدنيا أو في الآخرة.