مدى صحة الدعاء "كريم رسول الله ولكن الله أكرمه"
الدعاء المذكور صحيح من حيث المبدأ، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو كريمٌ، والله تعالى هو أكرم منه، ولكن هناك بعض النقاط التي يجب توضيحها:
-
الكريم هو من يجود بماله أو بماله أو بجاهه أو بعلمه أو بأخلاقه، والرسول صلى الله عليه وسلم كان كريمًا في كل هذه الأمور، فقد كان جوادًا في ماله، مؤثرًا لإخوانه على نفسه، وكان كريمًا في جاهه، فبذله في سبيل الله تعالى، وكان كريمًا في علمه، فنشره بين الناس، وكان كريمًا في أخلاقه، فكان طيب النفس، حليمًا، رحيمًا، عطوفًا.
-
الله تعالى هو أكرم من كل كريم، فهو الذي يجود بعطائه، ويعطي من غير مقابل، ويعطي بلا حدود، ويعطي بلا حصر، ويعطي بلا حساب، ويعطي بلا منة، ويعطي بلا عوض.
-
الدعاء المذكور يتضمن إقرارًا بكرم الرسول صلى الله عليه وسلم، وإقرارًا بكرم الله تعالى، وإقرارًا بأن الله تعالى أكرم من الرسول صلى الله عليه وسلم.
وبناءً على ما سبق، يمكن القول أن الدعاء المذكور صحيح من حيث المبدأ، ولكن يجب أن يكون الفهم له صحيحًا، فلا يفهم منه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقل من الله تعالى، أو أن الله تعالى يعطي ما لا يعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما يفهم منه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كريمٌ، والله تعالى أكرم منه.
وهناك بعض العلماء الذين يرون أن الدعاء المذكور فيه نوع من التفضيل بين الله تعالى وبين خلقه، وهو تفضيل لا يجوز، لذلك فإنهم ينصحون بعدم ترديد هذا الدعاء.