كسى البيت الحرام أول مرة سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام، وذلك بعد أن أكمل الله تعالى بناء الكعبة المشرفة. وقد نزل جبريل عليه السلام بالحجر الأسود من السماء، ووضعه إبراهيم وإسماعيل في ركن الكعبة المشرفة. ثم قاما بتغطية الكعبة بجلد الغنم، ثم بقطعة من الشعر، ثم بقطعة من الحرير.
وقد استمر المسلمون في تكسية الكعبة المشرفة منذ ذلك الوقت، حيث كان الخلفاء الراشدون يقومون بكسائها، ثم خلفهم الأمويون، ثم العباسيون، ثم الأتراك، ثم السعوديون.
ومنذ عام 1926م، أصبحت المملكة العربية السعودية هي المسؤولة عن كسوة الكعبة المشرفة. ويتم تغيير كسوة الكعبة المشرفة مرة واحدة في السنة، وذلك في التاسع من ذي الحجة، صبيحة يوم عرفة.
وفي عام 2023م، تم تغيير كسوة الكعبة المشرفة للمرة 146. وقد تم تصنيع الكسوة في المصنع السعودي للكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وهو مصنع مخصص لتصنيع كسوة الكعبة المشرفة.
وتتكون كسوة الكعبة المشرفة من أربعة جوانب، بالإضافة إلى ستارة باب الكعبة المشرفة. وتزن الكسوة حوالي 670 كيلوغرام، ويبلغ طولها حوالي 658 متراً، وعرضها حوالي 95 سنتيمتراً.
وتحمل الكسوة آيات قرآنية من سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس، وهي مكتوبة بماء الذهب. كما أن الكسوة مبطنة بقماش قطني أبيض.
ويعد تكسية الكعبة المشرفة شرفاً عظيماً للمسلمين، حيث أنها من أهم مظاهر التبجيل والتشريف للبيت الحرام.