البيت الأول من قصيدة "ذات يوم" للشاعر عبد الله البردوني هو:
يا شعرُ يا تاريخُ يا فلسفةُ من أين هذا القلقُ المعرفيُ الغرائبيُ المتلونُ المتغيرُ من يومٍ إلى يومٍ؟
يبدأ الشاعر بأسلوبي النداء والاستفهام، ويتكرر النداء في البيت الأول ثلاث مرات وكأنه صراخ أطلقه الشاعر في وجه العناصر الثقافية الجامدة والرتيبة (الشعر والتاريخ والفلسفة)، ليسمعوا السؤال في عجز البيت: من أين يأتي هذا القلق المعرفي الغرائبي المتلون المتغير من يوم إلى آخر؟
يمكن تفسير البيت الأول على النحو التالي:
- الشاعر يخاطب الثقافة والتراث العربيين، ممثلين في الشعر والتاريخ والفلسفة، ويوجه إليهم سؤالًا استنكاريًا: من أين يأتي هذا القلق المعرفي الغرائبي المتلون المتغير من يوم إلى آخر؟
- القلق المعرفي هو شعور بالاضطراب وعدم اليقين تجاه العالم والوجود. وهو شعور مألوف لدى الكثير من الناس، ولكن الشاعر يجده غريبًا ومزعجًا في الثقافة العربية، التي تتميز بالثبات والتقليد.
- الشاعر يعتقد أن هذا القلق المعرفي هو نتيجة للتغيّر السريع الذي يحدث في العالم. فالعلوم والتكنولوجيا والأفكار الجديدة تجعل العالم مكانًا أكثر تعقيدًا وصعوبة في الفهم.
يمكن أن يُفهم البيت الأول أيضًا على أنه تعبير عن أزمة الهوية الثقافية لدى الشاعر. فهو يشعر بأن الثقافة العربية فقدت قدرتها على تقديم إجابات حاسمة للأسئلة الوجودية التي تطرحها الحياة.
يُعد البيت الأول من القصيدة مقدمة قوية تطرح موضوعًا مهمًا، وهو أزمة الهوية الثقافية في العالم العربي.