قصيدة "ذات يوم" للشاعر اليمني عبد الله البردوني، وهي من أشهر قصائده، قيلت في صباح 26 سبتمبر 1962م، وهو يوم إعلان قيام الجمهورية العربية اليمنية.
تتكون القصيدة من 13 بيتًا، وتدور حول فكرة الفرح والأمل الذي عم اليمن بعد قيام الجمهورية.
يبدأ الشاعر القصيدة بالتحدث عن فجر جديد طلع قبل أوانه، فجرًا صبيًا منتزعاً من أحشاء الليل. هذا الفجر يمثل قيام الجمهورية، وهو حدث عظيم يستحق أن يفرح به اليمنيون.
ثم يصف الشاعر كيف استيقظ اليمنيون من نومهم على هذا الفجر الجديد، وكيف كانت فرحتهم به شديدة. لقد شعروا أن عهدًا جديدًا قد بدأ، عهدًا من الحرية والاستقلال والأمل.
ويصور الشاعر هذا الفجر الجديد بأنه فجر مشع بالنور والأمل، فجر يبشر بالمواسم الطيبة، وفجر يعلن عن عودة العصر الذهبي لليمن.
وفي الختام، يدعو الشاعر الشمس ألا تغيب، وأن تبقى تضيء هذا الفجر الجديد، حتى يتحقق الحلم اليمني في بناء دولة قوية ومزدهرة.
وفيما يلي شرح تفصيلي لأبيات القصيدة:
البيت الأول:
أفقنا على فجر يوم صبي فيا ضحوات المنى إطربي
يصف الشاعر في هذا البيت كيف استيقظ اليمنيون على فجر جديد، فجر صبي، أي فجر شاب وجميل. ويدعو الشاعر ضحوات المنى، أي أوقات السعادة والفرح، أن تبتهج بهذا الفجر الجديد.
البيتان الثاني والثالث:
أتدرين يا شمس ماذا جرى؟ سلبنا الدجى فجرنا المختبي! وكان النعاس على مقلتيك يوسوس، كالطائر الأزغب أتدرين ؟
يخاطب الشاعر الشمس في هذين البيتين، ويسألها عما حدث، وكيف أن الدجى قد سلب فجره المختبي. ويشبه الفجر بالطائر الأزغب، أي الطائر الصغير الذي لا يزال في حضن أمه.
ويقصد الشاعر أن الفجر الجديد جاء قبل أوانه، أي أنه جاء قبل أن يتوقعه اليمنيون.
البيت الرابع:
أنا سبقنا الربيع نبشّر بالموسم الطيب؟ وماذا ؟ : سؤال على حاجيك تزنبق في همسك المذهب !
يقول الشاعر في هذا البيت أن اليمنيين سبقوا الربيع في البشارة بالموسم الطيب. والموسم الطيب هنا يرمز إلى العهد الجديد الذي بدأ مع قيام الجمهورية.
ويشبه الشاعر هذا العهد بالزهرة التي تتفتح في همسة الشمس.
البيتان الخامس والسادس:
وسرنا حشودا تطير الدروب بأفواج ميلادنا الأنجب وشعبا يدوّي ك
يصف الشاعر في هذين البيتين كيف خرج اليمنيون في مسيرات احتفالية بمناسبة قيام الجمهورية. وقد وصفهم بالجموع التي تطير الدروب، أي التي تسير بسرعة كبيرة.
ويشبه الشاعر هذا الشعب بالصوت القوي الذي يدوي في الآفاق.
البيت السابع:
هي المعجزات مهودي، وسيف ((المثنّى)) أبي غربت زمانا غروب النهار
يصف الشاعر في هذا البيت كيف أن قيام الجمهورية كان حدثًا معجزًا. ويشبه الشاعر هذا الحدث بسيف المثنى، وهو أحد أبطال العرب الذين اشتهروا بقدرتهم على تحقيق المعجزات.
ويقول الشاعر أن سيف المثنى قد غرب زمانًا، أي أنه غاب منذ زمن طويل، ولكنه عاد من جديد مع قيام الجمهورية.
البيتان الثامن والتاسع:
وعدت، يقود الضحى موكبي أضأنا المدى، قبل أن تستشف رؤى الفجر، أخيلة الكوكب
يقول الشاعر في هذين البيتين أن سيف المثنى عاد من جديد، ويقود الفجر الجديد. وقد أضاءت الجمهورية المدى، أي أنها أشرقت على اليمن، قبل أن يتمكن أحد من استيعابها.
البيت العاشر:
فولّى زمان، كعرض البغي
يقول الشاعر في هذا البيت أن عهد الاستعمار قد انتهى، وولى زمانه، كما يولي عرض البغي، أي عرض المرأة التي لا تحترم نفسها.
البيت الحادي عشر:
وأشرق عهد، كقلب النبي
يقول الشاعر في هذا البيت أن عهد الجمهورية هو عهد جديد من الحرية والعدل والسلام