الإجابة على هذه السؤال تعتمد على التعريف الذي نعطيه لكلمة "قوة". إذا اعتبرنا أن القوة هي القدرة على المقاومة والاستمرار، فعندئذ يكون الوطن الذي يدافع عن كرامته ويتحمل كل الصعاب من أجلها هو أشد قوة وعجبا. فهذا الوطن يمتلك إرادة صلبة وعزيمة لا تلين، ويؤمن بحقه في الحرية والاستقلال.
وهناك العديد من الأمثلة على هذه الظاهرة في التاريخ. فمثلا، قاوم شعب مصر الاحتلال الروماني لسنوات طويلة، ولم يستسلم إلا بعد معركة الإسكندرية الشهيرة في عام 31 قبل الميلاد. ومثلا آخر، قاوم شعب اليابان الغزو الأمريكي في الحرب العالمية الثانية، ولم يستسلم إلا بعد قنبلة هيروشيما وناغازاكي.
وهذه الأمثلة توضح لنا أن قوة الأمة لا تقاس بحجمها أو قوتها العسكرية، وإنما تقاس بقدرتها على المقاومة والاستمرار في وجه الظلم والعدوان.
أما إذا اعتبرنا أن القوة هي القدرة على التأثير والتغيير، فعندئذ يكون الوطن الذي يقيم حضارة خالدة هو أشد قوة وعجبا. فهذا الوطن يمتلك ثقافة وتراثا غنيين، ويساهم في تقدم البشرية وتطورها.
وهناك العديد من الأمثلة على هذه الظاهرة في التاريخ. فمثلا، كانت الحضارة المصرية القديمة من أعظم الحضارات في التاريخ، وساهمت في تطوير العلوم والفنون والآداب. ومثلا آخر، كانت الحضارة اليونانية القديمة مهد الفلسفة والعلوم الحديثة.
وهذه الأمثلة توضح لنا أن قوة الأمة لا تقاس فقط بقدرتها على المقاومة والاستمرار، وإنما تقاس أيضا بقدرتها على التأثير والتغيير في العالم.
وفي النهاية، فإن الإجابة على سؤال "وهي أشد قوه وعجبا لوطن حارب دفاعا عن كرامته ولم ينكسر بل أقام الحضارة الخالده؟" تعتمد على التعريف الذي نعطيه لكلمة "قوة".