حكاية الفرات الخالد للشاعر محمد الفراتي
ليست "الفرات الخالد" حكاية بمعنى القصة المتسلسلة ذات الأحداث والشخصيات، بل هي قصيدة ملحمية للشاعر السوري محمد الفراتي (1880-1956) تُغني مجد نهر الفرات وتاريخه وحضاراته.
تُعدّ هذه القصيدة من أشهر أعمال الفراتي، حيث نظمها عام 1936 في مدينة دير الزور مسقط رأسه، ونُشرت لأول مرة عام 1945 في مجلة "الأديب" البيروتية.
تتكون القصيدة من 622 بيتًا موزعة على 17 قسمًا، وتتميز بتنوع بحورها وأوزانها الشعرية، وغناها بالصور البلاغية والمعاني العميقة.
يبدأ الشاعر القصيدة بوصف مجرى نهر الفرات منذ ينابيعه في جبال طوروس، مرورًا بمدنه وحضاراته، وصولًا إلى مصبه في الخليج العربي.
يتناول الفراتي في قصيدته مختلف جوانب نهر الفرات،
ففي بعض الأحيان يصف جماله الطبيعي الخلاب،
وفي أحيان أخرى يُمجّد تاريخه العريق وحضاراته العظيمة،
كما يتحدث عن دوره في حياة الناس ومعيشتهم.
لا ينسى الفراتي أيضًا التطرق إلى التحديات التي واجهها نهر الفرات عبر التاريخ، مثل الجفاف والحروب والتلوث.
يختتم الشاعر قصيدته بالتأكيد على خلود نهر الفرات وأهميته للأجيال القادمة، داعيًا إلى حمايته والحفاظ عليه.
تُعدّ "الفرات الخالد" من أهمّ القصائد العربية التي تُخلّد نهر الفرات وتُمجّد تاريخه وحضاراته.
لقد أثرت هذه القصيدة بشكل كبير في الأدب العربي، وألهمت العديد من الشعراء والكتاب لكتابة أعمالهم الخاصة عن نهر الفرات.
ولكن من المهم ملاحظة أن القصيدة ليست مجرد وصف جغرافي أو تاريخي لنهر الفرات، بل هي تعبير عن مشاعر الشاعر العميقة تجاه هذا النهر العظيم، وارتباطه الوثيق به وبحضارته.
لذلك، تُعدّ "الفرات الخالد" وثيقة ثقافية وتاريخية مهمة، تُساعدنا على فهم أهمية نهر الفرات للإنسان العربي عبر العصور.