0 تصويتات
بواسطة
سؤال ما دلالة التناوب بين الخبر والانشاء في قصيدة بعد النكبة ؟
تطبيق منصة تعلم

 

 اذا لم تجد الإجابة او الإجابة خاطئة اكتب لنا تعليقاً

1 إجابة وحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
دلالة التناوب بين الخبر والإنشاء في قصيدة بعد النكبة:
يُعدّ التناوب بين الخبر والإنشاء من أهمّ الأساليب البلاغية التي وظّفها شعراء النكبة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم تجاه الحدث الجلل الذي ألمّ بفلسطين وشعبها. وقد لعب هذا التناوب دورًا هامًا في إيصال المعنى للقارئ وإثارة مشاعره، ممّا جعل قصائد النكبة من أصدق وأقوى القصائد العربية الحديثة.
وظائف التناوب بين الخبر والإنشاء:
التعبير عن المشاعر والأحاسيس:
يُساعد التناوب بين الخبر والإنشاء على التعبير عن المشاعر والأحاسيس الداخلية للشاعر بشكل مباشر وصريح. ففي الخبر، يُمكن للشاعر أن يصف الواقع المُعاش بكلّ تفاصيله، أمّا في الإنشاء، فيُمكنه أن يُعبّر عن مشاعره تجاه هذا الواقع من خلال الاستفهام أو التعجب أو الأمر أو النهي أو الدعاء.
إثارة مشاعر القارئ:
لا يكتفي التناوب بين الخبر والإنشاء بنقل المعلومات إلى القارئ، بل يُساهم أيضًا في إثارة مشاعره وإشراكه في التجربة الشعرية. فوصف الواقع المُحزن في قالب الخبر يُثير مشاعر الحزن والأسى لدى القارئ، بينما التعبير عن المشاعر والأحاسيس في قالب الإنشاء يُثير مشاعر التعاطف والمشاركة.
تفعيل دور القارئ:
يُتيح التناوب بين الخبر والإنشاء للقارئ دورًا هامًا في تكوين المعنى. ففي الخبر، يُقدّم الشاعر معلومات محددة للقارئ، بينما في الإنشاء، يُترك المجال للقارئ ليفسّر المعنى ويُشكّل وجهة نظره الخاصة.
أمثلة على استخدام التناوب بين الخبر والإنشاء في قصائد النكبة:
قصيدة "يا ظلمتنا" للشاعر محمود درويش:
يُوظّف درويش في هذه القصيدة التناوب بين الخبر والإنشاء بشكل فعّال للتعبير عن مشاعر الحزن والأسى على ضياع الوطن. ففي الأبيات الأولى، يصف درويش الواقع المُعاش من خلال الخبر، مثل:
"يا ظلمتنا! يا قاتمة الأيام!
يا دمعنا المالح! يا آلامنا الناغمة!
يا جرحنا النازف! يا أكفاننا الحارقة!"
أمّا في الأبيات التالية، فيُعبّر درويش عن مشاعره تجاه هذا الواقع من خلال الإنشاء، مثل:
"لا شيء يبقى... لا شيء يبقى...
إلاّ الذكرى... إلاّ الندبة... إلاّ الجرح العميق!"
قصيدة "مُغني المدينة" للشاعر سميح القاسم:
يُوظّف القاسم في هذه القصيدة التناوب بين الخبر والإنشاء للتعبير عن مشاعر الغضب والثورة على الاحتلال الصهيوني. ففي الأبيات الأولى، يصف القاسم ممارسات الاحتلال من خلال الخبر، مثل:
"مُغني المدينة...
يغني على وتر من حزن...
ووتر من دمع...
ووتر من دم!"
أمّا في الأبيات التالية، فيُعبّر القاسم عن مشاعره تجاه هذه الممارسات من خلال الإنشاء، مثل:
"يا قاتلي... يا سجّاني...
متى تأتي ساعة الحساب؟
متى تُصبحون طعامًا للذباب؟
متى تُصبحون عِبْرةً للتاريخ؟!"
خاتمة:
يُعدّ التناوب بين الخبر والإنشاء من أهمّ الأدوات التي استخدمها شعراء النكبة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم تجاه الحدث الجلل الذي ألمّ بفلسطين وشعبها. وقد لعب هذا التناوب دورًا هامًا في إيصال المعنى للقارئ وإثارة مشاعره، ممّا جعل قصائد النكبة من أصدق وأقوى القصائد العربية الحديثة.
مرحبًا بك في موقع ساعدني.
X
...