تجلى رحمة الله في إباحة الله تعالى لدوي الأعذار ما يرفع الحرج عنهم ويُسهل عليهم ممارسة حياتهم، وذلك في مختلف جوانب العبادات والمعاملات، ومن ذلك:
1. في العبادات:
الوضوء: رخص الله تعالى للمرضى والمسافرين الذين يجدون صعوبة في استخدام الماء للوضوء، بأن يتيمموا بدلاً منه، وذلك باستخدام التراب الطاهر.
الصلاة: رخص الله تعالى للمرضى والمسافرين الذين لا يستطيعون الوقوف أو الركوع أو السجود، أن يصلّوا جالسين أو قاعدين أو إماءً.
الصيام: رخص الله تعالى للمرضى وكبار السن والمسافرين الذين يجدون صعوبة في الصيام، أن يفطروا ويقضوا ما أفطروا فيما بعد.
الزكاة: رخص الله تعالى للمعسرين الذين لا يملكون الحد الأدنى الذي تجب فيه الزكاة، أن لا يُخرجوا زكاة.
2. في المعاملات:
الربا: حرم الله تعالى الربا على جميع المسلمين، إلا أنه رخص فيه للمضطر الذي لا يجد ما يسدّ به حاجته الضرورية.
السرقة: حرم الله تعالى السرقة، إلا أنه رخص فيها للمضطر الذي لا يجد ما يسدّ به رمقه.
القتل: حرم الله تعالى القتل، إلا أنه رخص فيه في بعض الحالات، مثل القتل دفاعاً عن النفس أو في سبيل الله.
وكل هذه الرخص تدل على رحمة الله تعالى بعباده، وحرصه على تسهيل حياتهم وسعادتهم، وإعفائهم من المشقة والحرج.
ولكن يجب التنبه إلى أن هذه الرخص إنما هي للتيسير على من شقّ عليه الأمر، ولا يجوز لأحد أن يتخذها ذريعة للتهاون في العبادات أو المعاملات.
وأخيرًا، فإن رحمة الله تعالى واسعةٌ لا حدود لها، وأنّ الله تعالى لا يُكلّف نفسًا إلا وسعها.