سبب نزول الآيات من سورة البقرة من آية 261 إلى 265 هو حث المسلمين على الإنفاق في سبيل الله، وبيان فضل الإنفاق وثوابه العظيم.
يقول الله تعالى في الآية 261: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
ففي هذه الآية يضرب الله تعالى مثلاً للإنفاق في سبيل الله، وهو مثل الحبة التي تنبت سبع سنابل، وفي كل سنبلة مائة حبة، أي أن الإنفاق في سبيل الله ينمو ويثمر أضعافاً مضاعفة، والله تعالى هو الذي يضاعف الأجر لمن يشاء، وهو واسع العطاء، عليم بالنيات والأعمال.
أما سبب نزول هذه الآيات تحديداً، فقيل أنه كان هناك بعض الصحابة، منهم عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، أنفقوا أموالاً كثيرة في سبيل الله، فنزلت هذه الآيات لتبين فضل الإنفاق وثوابه العظيم.
وقيل أيضاً أن سبب نزول هذه الآيات هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحث المسلمين على الإنفاق في سبيل الله، وخاصةً عندما أراد الخروج إلى غزوة تبوك، فجاءه بعض الصحابة بأموالهم، فنزلت هذه الآيات لتشجيعهم على الإنفاق.
وعلى أي حال، فإن هذه الآيات تحمل دعوة إلى جميع المسلمين إلى الإنفاق في سبيل الله، وأن ذلك من أعظم الأعمال الصالحة، التي يثاب عليها الإنسان ثواباً عظيماً في الدنيا والآخرة.