إستنتاج نص الكندي ص 22
في نصه "رسالة في حدود الأشياء ورسومها"، يسعى الكندي إلى إثبات أن المعرفة البشرية محدودة، وأن العقل البشري لا يمكنه الوصول إلى الحقيقة المطلقة. ويستند في ذلك إلى عدة حجج، منها:
- حجة التناقض: إذا كان العقل البشري قادرًا على الوصول إلى الحقيقة المطلقة، فإنه يجب أن يكون قادرًا على الإجابة على أي سؤال. ولكن بما أن هناك أسئلة لا يمكن الإجابة عليها، فإن العقل البشري لا يمكنه الوصول إلى الحقيقة المطلقة.
- حجة التعددية: إذا كان العقل البشري قادرًا على الوصول إلى الحقيقة المطلقة، فإن جميع البشر يجب أن يتفقون على هذه الحقيقة. ولكن بما أن هناك اختلافات في وجهات النظر الفلسفية والدينية، فإن العقل البشري لا يمكنه الوصول إلى الحقيقة المطلقة.
- حجة التغير: إذا كان العقل البشري قادرًا على الوصول إلى الحقيقة المطلقة، فإن هذه الحقيقة يجب أن تكون ثابتة وغير متغيرة. ولكن بما أن المعرفة البشرية تتغير باستمرار، فإن العقل البشري لا يمكنه الوصول إلى الحقيقة المطلقة.
وبالتالي، فإن خلاصة نص الكندي هي أن المعرفة البشرية محدودة، وأن العقل البشري لا يمكنه الوصول إلى الحقيقة المطلقة. ويؤكد هذا الاستنتاج على أهمية التسامح والحوار بين مختلف وجهات النظر الفلسفية والدينية، لأن الحقيقة المطلقة لا يمكن الوصول إليها من قبل أي شخص أو جماعة.
التوضيح
يمكن توضيح استنتاج نص الكندي من خلال عدة أمثلة. على سبيل المثال، يمكن أن نأخذ سؤال "ما معنى الحياة؟". هذا سؤال لا يمكن الإجابة عليه بشكل قاطع، لأن هناك العديد من وجهات النظر المختلفة حول هذا الموضوع. وبالمثل، يمكن أن نأخذ قضية "وجود الله". هذا سؤال آخر لا يمكن الإجابة عليه بشكل قاطع، لأن هناك حجج قوية لكلا الجانبين.
وهكذا، فإن استنتاج نص الكندي هو دعوة إلى التواضع الفكري، وإلى الاعتراف بحدود المعرفة البشرية.