مقطع الثاني من قصيدة نجوى للشاعر خير الدين الزركلي هو:
واشتدّتْ منّي العُوَارُ
حتى أكادُ أرى الظلماءَ
وكأنّي في غيابةٍ
من الأرضِ أو في ظلمةِ القبرِ
اعراب المقطع:
- واشتدّتْ فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة منعًا من التقاء الساكنين، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
- منّي حرف جر زائد، والضمير "ياء المتكلم" في محل جر اسم مجرور بحرف الجر الزائد.
- العُوَارُ اسم مجرور بحرف الجر "من" وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
- حتى حرف غاية وجر.
- أكادُ فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة المقدرة على الألف المحذوفة منعًا من التقاء الساكنين، وعلامة ناقصه النون المحذوفة لالتقاء الساكنين.
- أرى فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنا".
- الظلماءَ مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
- وكأنّي حرف مشبه بالفعل مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والضمير "ياء المتكلم" في محل نصب اسم إنّ.
- في حرف جر زائد، والضمير "ياء المتكلم" في محل جر اسم مجرور بحرف الجر الزائد.
- غيابةٍ اسم مجرور بحرف الجر "في" وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
- من الأرضِ جار ومجرور متعلق بـ"غيابةٍ".
- أو حرف عطف.
- في ظلمةِ القبرِ جار ومجرور معطوف على "غيابةٍ من الأرضِ".
شرح المقطع:
يعبر الشاعر في هذا المقطع عن شدة ألمه في الغربة، حيث يقول: "واشتدّتْ منّي العُوَارُ حتى أكادُ أرى الظلماءَ". أي أنّ ألمه أصبح شديدًا لدرجة أنّه يكاد يفقد بصره، وكأنّه يعيش في غيابةٍ من الأرضِ أو في ظلمةِ القبرِ.
وهذا التعبير يُبرز حالة الشاعر النفسية الصعبة في الغربة، حيث يشعر وكأنه فقد وطنه وأهله وأصبح في مكانٍ غريبٍ لا يعرفه ولا يألفه.
الخصائص الأسلوبية للمقطع:
يتميز هذا المقطع بأسلوبه الإيحائي، حيث يعتمد الشاعر على استخدام الصور البلاغية لإيصال مشاعره إلى القارئ. ولعلّ أبرز هذه الصور هي التشبيه، حيث شبه الشاعر ألمه الشديد بالعُوَارِ، أي العمى، وهو تشبيه دقيق يُبرز شدة الألم.
كما يتميز المقطع بأسلوبه العاطفي، حيث يعبر الشاعر عن مشاعره الصادقة في هذا المقطع، حيث يشعر بالحزن والألم الشديدين بسبب الغربة.
وهذا التعبير يُبرز براعة الشاعر في التعبير عن مشاعره بطريقةٍ بليغةٍ ومؤثرةٍ.
