وفق ما ورد في المقطع الثاني من قصيدة "وجوه وأقنعة" للشاعر محمود درويش، فإن الشاعر أقسم على أمرين:
-
الأمر الأول: أن يكتب فوق الماء، أي أن يكتب ما هو مستحيل أو عسير الكتابة عنه. وهذا يوحي بأن الشاعر يسعى إلى التعبير عن أفكار ومشاعر عميقة وشائكة، لا يمكن التعبير عنها بسهولة.
-
الأمر الثاني: أن يحمل مع سيزيف صخرته الصماء، أي أن يتحمل مشقة أو معاناة لا طائل من ورائها. وهذا يوحي بأن الشاعر يدرك أن مهمة الكتابة هي مهمة شاقة وصعبة، ولكنها مهمة ضرورية.
وبناءً على ذلك، فإن الأمر الذي اقسم عليه الشاعر هو أن يكتب ما هو مستحيل أو عسير الكتابة عنه، وأن يتحمل مشقة أو معاناة لا طائل من ورائها.
ولعل هذا القسم يعكس إيمان الشاعر بأهمية الكتابة، ورغبته في استخدامها كوسيلة للتعبير عن أفكاره ومشاعره، حتى وإن كانت هذه الأفكار والمشاعر صعبة أو عسيرة الفهم. كما يعكس هذا القسم وعي الشاعر بالتحديات التي تواجه الكتابة، ولكنه في الوقت نفسه التزامه بهذه المهمة الصعبة.
وفيما يلي توضيح لمعنى كل من الأمرين اللذين أقسم عليهما الشاعر:
الأمر الأول: أن يكتب فوق الماء
يمكن تفسير هذا الأمر بعدة طرق، منها:
- أن الشاعر يقصد أنه سيكتب عن أشياء أو أفكار لا يمكن التعبير عنها بسهولة، مثل المشاعر أو الأحلام أو الأفكار الفلسفية العميقة.
- أن الشاعر يقصد أنه سيكتب عن أشياء أو أفكار تبدو مستحيلة أو غير منطقية، مثل العدل أو المساواة أو السعادة.
- أن الشاعر يقصد أنه سيكتب عن أشياء أو أفكار تتعرض للرفض أو السخرية، مثل أفكار التغيير أو الثورة.
الأمر الثاني: أن يحمل مع سيزيف صخرته الصماء
يمكن تفسير هذا الأمر بعدة طرق، منها:
- أن الشاعر يقصد أنه سيتحمل مشقة أو معاناة كبيرة في سبيل الكتابة.
- أن الشاعر يقصد أنه سيتحمل مسؤولية ما يكتبه، حتى وإن كان هذا ما لا يرضيه أو ما لا يوافق أفكاره.
- أن الشاعر يقصد أنه سيتحمل سخرية أو معارضة الآخرين، في سبيل الدفاع عن ما يؤمن به.
ولعل هذه التفاسير المختلفة تعكس عمق وتعدد الدلالات التي يحملها هذا المقطع الشعري.