تتضمن سورة البقرة من الآية 261 إلى الآية 271 مجموعة من الأساليب اللغوية والبلاغية التي تساهم في إثراء المعنى وتوضيح الأفكار. ومن أهم هذه الأساليب ما يلي:
- الأسلوب الإنشائي: يستخدم هذا الأسلوب في الآية 261 في صيغة الأمر "أنفقوا من طيبات ما كسبتم". ويهدف هذا الأسلوب إلى تشجيع المسلمين على الإنفاق في سبيل الله تعالى، وتذكيرهم بأن المال مال الله تعالى، وأنهم مسؤولون عنه أمامه.
- الأسلوب الخبري: يستخدم هذا الأسلوب في الآية 262 في صيغة الخبر "إن المبذرين هم الأشقياء". ويهدف هذا الأسلوب إلى بيان أن التبذير من صفات الأشقياء في الدنيا والآخرة.
- الأسلوب الاستفهامي: يستخدم هذا الأسلوب في الآية 263 في صيغة الاستفهام "ماذا أعددت لليوم الآخر". ويهدف هذا الأسلوب إلى إثارة التساؤل في نفس المسلم، وجعله يفكر في ماذا أعدّ ليوم القيامة.
- الأسلوب التمثيلي: يستخدم هذا الأسلوب في الآية 264 في صورة المقابلة بين حال المحسن والمسيء في الآخرة. ويهدف هذا الأسلوب إلى إظهار الفرق بين الفريقين في مصيرهما في الآخرة.
- الأسلوب الترغيبي والترهيبي: يستخدم هذا الأسلوب في الآية 265 في صورة الترغيب في الإنفاق في سبيل الله تعالى والترهيب من التبذير. ويهدف هذا الأسلوب إلى حث المسلمين على الإنفاق في سبيل الله تعالى، وتحذير من التبذير.
- الأسلوب التفسيري: يستخدم هذا الأسلوب في الآية 266 في تفسير معنى "الخير". ويهدف هذا الأسلوب إلى توضيح المعنى المراد من "الخير" في قوله تعالى "خير له".
- الأسلوب التعليلي: يستخدم هذا الأسلوب في الآية 267 في بيان سبب نجاة المؤمنين من العذاب في الآخرة. ويهدف هذا الأسلوب إلى توضيح أن سبب نجاة المؤمنين من العذاب في الآخرة هو إنفاقهم في سبيل الله تعالى.
- الأسلوب التقريري: يستخدم هذا الأسلوب في الآية 268 في تقرير أن الله تعالى يعلم سرائر عباده. ويهدف هذا الأسلوب إلى إثبات أن الله تعالى يعلم ما يخفيه عباده من خير أو شر.
- الأسلوب التوجيهي: يستخدم هذا الأسلوب في الآية 270 في توجيه المسلمين إلى الإنفاق في السر والعلن. ويهدف هذا الأسلوب إلى تشجيع المسلمين على الإنفاق في سبيل الله تعالى، سواء كان ذلك في السر أو في العلن.
بالإضافة إلى هذه الأساليب، تتضمن الآيات المذكورة مجموعة من الصور البيانية التي تسهم في إثراء المعنى وتوضيح الأفكار. ومن أهم هذه الصور البيانية ما يلي:
- الاستعارة: تستخدم الاستعارة في الآية 262 في قوله تعالى "إن المبذرين هم الأشقياء". ويقصد بالصورة الاستعارية في هذه الآية أن المبذرين شبيهون بالأشرار في أنهم لا يحسنون إدارة أموالهم، ويفرطون فيها في غير محلها.
- التشبيه: يستخدم التشبيه في الآية 263 في قوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم". ويقصد بالصورة التشبيهية في هذه الآية أن إنفاق المال في سبيل الله تعالى يثمر خيراً كثيراً في الدنيا والآخرة.
- التجسيد: يستخدم التجسيد في الآية 264 في قوله تعالى "يومئذ يجمعهم الله جميعاً ثم يقول للذين ظلموا أين ما كنتم تشركون من دون الله". ويقصد بالتجسيد في هذه الآية أن الله تعالى سيجمع الناس يوم القيامة، ثم يسأل المشركين عن الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله تعالى.
وهكذا، فإن الأساليب اللغوية والبلاغية المستخدمة في سورة البقرة من الآية 261 إلى الآية 271 تساهم في إثراء المعنى وتوضيح الأفكار، وتجعل من هذه الآيات آية رائعة في البيان والبلاغة.