تكاثرت الحكمة الصادقة في شعر لبيد لعدة أسباب، من أهمها:
- عمره الطويل وخبرته الواسعة: فقد عاش لبيد بن ربيعة طويلاً، حتى بلغ المائة عام، وخلال هذه الفترة الطويلة، عاش في عصرين مختلفين، هما العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، ورأى الكثير من الأحداث والمتغيرات، فكانت تجربته الحياتية واسعة وعميقة، مما جعله يمتلك حكمة كبيرة ومعرفة واسعة بالحياة.
- ذكاؤه وفطنته: فقد كان لبيد شاعراً ذكياً فطناً، يتمتع بقدرة كبيرة على التحليل والتأمل، فكان ينظر إلى الأشياء بنظرة عميقة، ويخرج منها بحكم ونصائح قيمة.
- تأثره بالبيئة التي نشأ فيها: فقد نشأ لبيد في قبيلة بني عامر، وهي قبيلة معروفة بحكمتها وفصاحتها، فكان لبيد يتأثر بحكماء قومه ويتعلم منهم، مما ساهم في تنمية ملكة الحكمة لديه.
ومن أبرز الأمثلة على الحكمة الصادقة في شعر لبيد قوله:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل
فهذه الأبيات تدل على حكمة لبيد ووعيه العميق بالحقيقة، حيث يؤكد أن كل شيء في الدنيا زائل، وأن النعيم مهما طال لا بد أن ينتهي.
كما قال:
إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه
فهذه الأبيات تؤكد أهمية القلب واللسان في حياة الإنسان، حيث أن القلب هو الذي يحدد اتجاهات الإنسان، واللسان هو الذي يعبر عن أفكاره ومشاعره.
وهكذا، فقد كان لبيد بن ربيعة شاعراً حكيماً، تميز شعره بالحكمة الصادقة والنصائح القيمة، والتي ما زالت تتردد على ألسنة الناس حتى اليوم.