في نصه "بداية فعل التفلسف" (ص15)، يرى فريدريك نيتشه أن الفلسفة نشأت من رغبة الإنسان في تجاوز المعطى، أي في البحث عن أصل الأشياء وسببها. ويصف نيتشه هذه الرغبة بأنها "غريبة" لأنها تتجاوز السرد والتفسير اليومي للأشياء، وتسعى إلى فهمها من خلال تفكير عقلي مجرد.
ويربط نيتشه هذه الرغبة بعبارة طاليس "الماء أصل كل الأشياء". ويرى أن هذه العبارة تعبر عن محاولة طاليس لفهم أصل الكثرة والتنوع الذي يحيط به. ويذهب نيتشه إلى أن طاليس كان أول فيلسوف لأنّه أرجع أصل الأشياء إلى شيء واحد، هو الماء.
وبذلك، يرى نيتشه أن الفلسفة نشأت من رغبة الإنسان في إرجاع الكثرة إلى الوحدة، أي في إيجاد نظام ومعنى للعالم. ويؤكد نيتشه أن هذه الرغبة هي رغبة فطرية في الإنسان، وأنها ما زالت تدفعه إلى التفكير والبحث عن الحقيقة حتى اليوم.
ويمكن تلخيص استنتاج نص نيتشه في النقاط التالية:
- الفلسفة نشأت من رغبة الإنسان في تجاوز المعطى.
- هذه الرغبة تعبر عن محاولة الإنسان في فهم أصل الأشياء وسببها.
- طاليس هو أول فيلسوف لأنه أرجع أصل الأشياء إلى شيء واحد.
- الفلسفة نشأت من رغبة الإنسان في إرجاع الكثرة إلى الوحدة.
ويمكن القول إن هذا الاستنتاج يتفق مع الرأي السائد في نشأة الفلسفة، والذي يرى أن الفلسفة نشأت من رغبة الإنسان في فهم العالم وتفسيره.